الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الزمن والصورة الشعرية

بواسطة azzaman

الزمن والصورة الشعرية

رسالة الحسن

 

تمثل الصورة الشعرية ركنا أساسيا مهما في تكوين النص الشعري ،وتأسيس تجربة إبداعية مختلفة في صياغتها للصور والظواهر المتعددة في العالم الخارجي ، فهي تقوم بنقل اللغة من صفتها الاجتماعية المتداولة إلى لغة أخرى مرتكزة إلى العلاقة بين الأشياء المرئية والامرئية الحسية واللاحسية وهنا محور الفرق بين الشاعر والآخر ،في كيفية معالجة المشاهد الحياتية برؤية قائمة على تفجير المدلول وذلك من خلال إيجاد صور مختلفة للمعنى، خارج السياق المتعارف عليه خاصة في الزمن المعاصر وتحديدا لدى شعراء الحداثة فإنهم يذهبون بالنص إلى رموز مفتوحة لا حدود لها معتمدين على كثافة التصوير والتخييل، فيصبح النص مركزا لأكتشاف مرايا الواقع وظواهره.تتعلق الصورة الشعرية مباشرة بعامل الزمن وحضور الأشياء وغيابها فادراك الموجودات حسيا يقتضي المثول أمام الزمن الطبيعي حتى تتفاعل الحواس مع المدركات جميعها ذات الصفة الملموسة،فالصورة الشعرية الواقعية خارجه عن نطاق التفكير المطلق ؛ لأنها تتطلب أتصالا بأزمنة مختلفة في لحظة أنتاجها بل تعتمد على اختزال الزمن وتقيده من خلال وصف الأشياء بدلالتها الفعلية واتصالها بالزمن مباشرة.يعبر الشاعر الأمريكي أزرا باوند عن الصورة أنها تلك التي تقوم على تركيبة عقلية وعاطفية في لحظة من الزمن والصورة لا تنفصل عن اللغة لانها انبثاق عن اللغة ، ومعنى هذا ان الصورة لا تتقرر بمحض الصدفة بل تولد من جهد الشاعر الفنان على وفق أنتقائية دقيقة تقررها الخصال الشخصية ؛لأنها عميقة الجذور في التجربة المحسوسة، وهي أداة تتبع الأثر الزمن، ومايحدثه من تغيير في بنية المكان واشيائه، فهي ترجمة للملامح الحسية عبر سطوة الزمن وقوته الجارفة في صياغة الصور برؤية مختلفة في كل لحظة عابرة ، والشاعر هنا بهذا النظر الحسي يظل يعيد التفاعلات الطبيعية القائمة في كل فترة زمنية كما هي تماما دون أن يضيف رؤيا للعناصر والأحداث.ترتبط الصورة الفنيةالرؤيوية ذات البعد الزمني المفتوح بقدرة الشاعر على تكوين الشعر المتخيل الذي يشبه الحلم عبر صور غير متصلة بدلالة محددة، أو وصف معين بحد ذاته، تذهب الى وجود شبكة مترامية من العلاقات حول المعنى، وأكثر من ذلك فإنها تبهر المتلقي بأسلوب تقديمها الفكرة أو المعنى في حيوية وإثارة وأهميتها التعبيرية تكمن في مناجاتها للاداء المباشر في التعبير ،والشعر يتخذ طريقه إلى التأثير في متلقيه بالصورة التي تأخذ بالايحاء،فالصورة تتوقد حيويتها في ضوء ما تحمله من إيحاء فاعل بين الحسية والنفسية التي تعمل في سبيل رسم مشهد شعر آسر؛يلجأ الشاعر إلى إضفاء الصفات المعنوية على المحسوسات فيما يشكل انهيارا للفوارق بين الطرفيين المعنوي المجرد والمادي الملموس.


مشاهدات 2462
أضيف 2021/02/27 - 9:47 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 11:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 128 الشهر 8117 الكلي 9370189
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير