عبيد : جهات سياسية روّجت لشائعات ونسبتها للمرجعية بهدف تضليل الشارع
كشف خفايا ترشيح السوداني لرئاسة الوزراء وأسباب التخلي عنه
بغداد - قصي منذر
كشف الخبير السياسي البارز سمير عبيد عن اسرار وخفايا ترشيح النائب محمد شياع السواداني لرئاسة الوزراء واسباب التخلي عنه، بعدما اشترط عدم خذلان المتظاهرين لانهم اصحاب المنجز والتغيير، اضافة الى فتح ملفات الفساد المتراكمة واختيار الكابينة الوزارية بدون اي ضغوط. واطلعت (الزمان) على تحليل عبيد الذي كشف فيه عن الاتفاق الذي جرى بين السوداني والاطراف التي تبنت ترشيحه ، بالقول ان (السوداني لم يرشح نفسه للمنصب وما جرى هو ان وفودا وشخصيات سياسية زارته في منزله وطلبوا منه الترشيح واخبروه بأنه اختيارهم لهذه المرحلة وقالوا له ان ما نريده منك هو الترشيح لادارة المرحلة وبدورنا سنوصلك الى بر الأمان ولن نتخلى عنك)، واضاف ان (موافقة السوداني كانت مرهونة بشروط وهي عدم خذلان المتظاهرين ولهم حصة في الحكومة والمشهد السياسي لأنهم أصحاب المنجز، اضافة الى محاربة الفساد والفاسدين وفتح ملفات متراكمة في القضاء دون تردد واختيار كابينته بحرية ودون اي ضغط). وافادت مصادر في وقت سابق عن اتفاق اربع كتل سياسية على تمرير السوداني ، لكنها غيرت قرارها وانحسبت من دعمه في اللحظات الاخيرة . ومضى عبيد الى القول ان (السوداني فرض على الوفود المضي بتحقيق جميع التعديلات والإصلاحات التي طالب بها المتظاهرون ولا اقبل التدخل في سياسة الحكومة من الأحزاب والكتل السياسية لكي نستطيع إنقاذ العراق واعادة هيبة الدولة والمؤسسات، ولكي اشرع في تنمية المنتج الوطني، ويكون هو الاول ولن اسمح بتدخل دول الجوار عبر حلفائهم في الداخل وفِي الطبقة السياسية، في هذا الموضوع فضلا عن تكثيف جهدي على تطوير وتنمية التعليم ، والنهوض بمشروع صادق وكبير يرفع من واقع الزراعة والصناعة ودرجة الأمن بعد حصر السلاح بيد الدولة بتعهد علني). وفور تسريب اسم السوداني مرشحا للمنصب دون منافس ، شنت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الجهات حملة شعواء وصفها مراقبون (بالشرسة) والهدف منها تسقيط النائب الذي لم يثبت تورطه بشبهات فساد من قبل بعض الاطراف السياسية التي حركت جيوشها الالكترونية وبعض عناصرها بساحات التظاهر لتأجيج الشارع ورفضه لادارة المرحلة المقبلة. واكد عبيد انه (بعد موافقة الوفود السياسية على شروط السوداني وحال تبنيهم طرح أسمه ، قاموا بتشكيل وفد للترشيح وإعلانه في وسائل الاعلام، اذ زادت الوفود والزيارات للسوادني وتأييد ترشيحه). واستبق المرشح الذي كان الأوفر حظاً لرئاسة الحكومة المؤقتة في العراق طريق الوصول إلى منصب رئيس الوزراء بإعلان استقالته من عضوية حزب الدعوة تنظيم العراق وائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي. وقال السوداني في تغريدة له على تويتر إنه ليس مرشحاً عن أي حزب وإن العراق انتماؤه أولاً. واشار عبيد الى ان (الوفد اتفق على تبني اسم السوداني، بزعم ذهابه الى النجف للقاء المرجعية وهذا ما أخبروا السوداني به الذي لَم يذهب مثلما أُشيع)، مشيرا الى ان (تلك الوفود والشخصيات السياسية ابلغوا السوداني بأن الوفد الذي التقى بالمرجعية أخبرته بأنها لن تفرض ان يكون الاختيار مستقلا ولن تتبنى مايطلبه المتظاهرون ضد الاطراف الاخرى بل تقف المرجعية في الوسط). وكان بيان صادر عن شباب انتفاضة تشرين اكد رفض ترشيح شخصيات متحزبة او تابعة لكتل سياسية او مشاركة في الدولة خلال السنوات الماضية للمنصب، وان يكون مستقلا لتلبية متطلبات الحشود المنتفضة. واستطرد عبيد بالقول انه (في اليوم الثالث بعد الترشيح بدأ كذب هذه الشخصيات على المرجعية والسوداني بحجة ان بعض الجهات لا تريد مرشحا مستقلا تماما وتدفع بشخص بعيد عن السياسة ولكن من المؤسسات وقالوا هكذا ابلغتنا المرجعية بانها لا تدعم مرشحا سياسيا والحقيقة انها لم تقل ذلك بالمطلق بحسب مصادر مقربة جدا من المرجعية). واكد عبيد انه ( في يوم 16 من الشهر الجاري علمت المرجعية والسوداني ان الجهات التي أفترت عليهما وعلى الشارع هي جهات لها ارتباطات إقليمية وخارجية وهي التي تكلمت بلسان المرجعية زورا ، وبعد نجاح هؤلاء بنشر شائعة رفض مرجعية النجف مرشح سياسي عن طريق ابلاغ الوفد المزعوم ، قرر حينها رؤساء الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمد الحلبوسي وتيار الحكمة عمار الحكيم بالذهاب بعيدا عن السوداني مع انهم في الأيام الاولى كانوا داعمين له وموافقين على ترشيحه ، وان من بقي متمسكا به هم كل من الفتح ودولة القانون وبعض قادة الحشد الشعبي)، مضيفا (وفي ساعات متأخرة من نفس اليوم وبعد ان علمت المرجعية بتلك الأشاعة وعرفت المجموعة المؤيدة لأختبار السوداني ذهب وفد جديد لسماع رأيها في الموضوع فجاء الجواب بالنحو الاتي ، ان الخيار لكم وانتم من يحدد الشخصية المناسبة والمرجعية ليست طرفا في الموضوع) واردفت المرجعية بالقول ( لن نتبنى مرشحا من الكتل السياسية لأنه اذا أخترناه وأخفق ستحملون المرجعية بأنها هي من فرضته ، وعندما نختار مستقلا او من المتظاهرين ويخفق ايضا ستقولون هذا اختيار المرجعية ، لهذا نحن لا نتبنى مرشحا سياسيا ولا مستقلا ولا من المتظاهرين بل مهمتكم انتم اختيار المرشح). وقال عبيد انه (بعد ذلك الرد من المرجعية قرر المرشح ابراهيم بحر العلوم الانسحاب من سباق الترشيح حيث ارتفعت حظوظ السوداني ثانية، ولكن هذه المرة أخذت موضوع التسقيط والتشويه بوسائل الاعلام وبعض الشخصيات السياسية باتت تطالب بالتهدئة وان معلومات وصلت من زعيم التيار الصدري برفض السوداني وانه سيتبنى شخصية من داخل المؤسسات الحكومية او من داخل التظاهرات ، فطلبت تلك الجهات ترشيح ما يريد والكتل كلها سوف تؤيده فورا للخروج من المأزق ، لكن الصدر رفض مرة اخرى ترشيح اَي شخص بطريقة رسمية وعلنية كي لا يقع في مأزق اخفاق المرشح) وكتبت صفحة محمد صالح العراقي المقربة من الصدر منشورا جاء ردا على سؤال بشأن ترشيح السوداني بأن (هذا الامر بعد ما يمشي علينا). واعرب عبيد عن عن اعتقاده بأن (المرجعية بحاجة ماسة للأعلان عن أنها لن تتبنى أي مرشح لكي تُسقط جميع الأطراف المتصارعة والشائعات التي تُزج المرجعية في الموضوع فيُخدع الناس بأسم المرجعية وهي براء).