أسباب خسارة خليجي 26

فاضل البدراني

كرة القدم تقوم على مبدأ الفوز والخسارة، وخطوة الانطلاق الصحيحة الى الفوز تبدأ من الخسارة، والجمهور الرياضي العراقي محترف ويؤمن بذلك، لكن ينبغي أن نقف عند جملة ملاحظات جوهرية على وضع المنتخب العراقي لكرة القدم أثناء مشاركته ببطولة كأس الخليج العربي بنسخته ال 26، وفي الوقت الذي يحتاج من الجمهور الرياضي الهدوء لأنها بطولة ودية ولا تعني نهاية المطاف، نسلط الضوء على جملة أسباب تقف وراء الخروج المبكر للبطولة.  أثبتت البطولة عبر المباريات التي خاضها المنتخب العراقي أنه في مستوى متواضع ومتراجع عن مستواه السابق، بدليل تكبد خسارتين قاسيتين، وبالطبع يعزى التراجع الى المستوى الفقير للمدرب الذي قرأنا تشكيلته بأنها تنم عن خسارة لاعتماده على لاعبين أصبحوا في عداد المعتزلين، وبعضهم كان سببا مباشرا للخسارة أكثر منه الى الفوز، كثيرا ما سمعنا بأن بقائهم بضغط الواسطة والرعاية والتبني، على حساب لاعبين بمستوى أفضل منهم.فالمدرب ظهر عليه الإرباك وعدم فهم الفريق، وأيضا عدم فهم المنتخبات التي خاض منتخبنا اللعب أمامها بخلاف مدربي الفرق الأخرى، فأن لها قراءة خاصة لكل فريق أو مباراة، بدليل أنه في كل مباراة يستبدل مدرب منتخبنا أربعة الى خمسة لاعبين وهذا غير معقول، والغريب أن الجمهور والصحافة الرياضية كانت تقرأ وضع المنتخب قبل بدء أي مباراة، وتصرخ بوجه المدرب الاسباني « خيسوس كاساس « بأن خطتك غير صحيحة، وقراءتك لأداء اللاعبين والفريق عشوائية.

إدارة الاتحاد

لاحظنا أن الاتحاد العراقي لكرة القدم من دون كل الاتحادات الخليجية التي شاركت ببطولة كأس خليجي 26 بالكويت كانت عليه ملاحظات وكان مادة إعلامية للمتحدثين في القنوات التلفازية، ووقع في مشكلات وخلافات مع الصحافة الرياضية والجمهور العراقي الذي يعد أفضل وأروع جمهور رياضي متخصص بأوضاع الرياضة والرياضيين، ولديه تقييم فاق كثيرا قراءة مدرب المنتخب العراقي « كاساس « وفضلا عن ذلك فأنه جمهور وفي ومؤازر ومخلص الى حد الإفراط، وبحسب المعطيات الماثلة والملاحظات والمتابعات لإدارة الاتحاد فهناك خلافات بين أعضائه ولا أدري ماهي العلاقة بينه وبين المدرب المفلس الذي ظهر عليه التخبط، الذي لم يكن بمستوى منتخب العراق الكبير بسمعته وتاريخ انجازاته، فالخلافات أضحت صورة من صور الانتكاسة التي لاحقت منتخب العراق الوطني لكرة القدم.

اللاعب الاسطورة ومحبوب الجماهير العراقية الكابتن يونس محمود، صاحب الإنجازات والبطولات التي لا يمكن أن تغيب عن ذاكرة الجماهير هو الآخر كان من أسباب خسارة المنتخب العراقي لمبارتين غير محسوبتين أمام البحرين والسعودية وقبلهما مباراة بفوز متواضع أمام منتخب اليمن، فتصريحه الذي رافقته ضحكة غير مقصودة عندما ذكرت أمامه منتخبات خليجية مرشحة ومنها السعودي للفوز، كبوة من عفويات أبو ذنون التي غالبا ما يقع ضحيتها ويدفع ثمنها باهظا، ذلك وضع المنتخب العراقي في زاوية الطرف المتهم، وأصطف الجميع ضده برأي أن لا يفوز المنتخب العراقي، وأثر كثيرا على معنويات اللاعبين واتحادهم الكروي، والحقيقة أن يونس محمود غير موفق بظهوره الإعلامي على السياق، ويحتاج للدخول بدورة للظهور الإعلامي، أو أن يكف عن تصريحاته غير المحسوبة أثناء البطولات والتصفيات والتي تنبع عن تلقائية وعفوية تسكن روحه الطيبة النقية. أما بعض مقدمي البرامج التلفازية الرياضية فكانوا سببا للخسارة، ومساندين بطريقة غير مباشرة للمنتــــخبات المنافسة للعراق .

اسلوبه انفعالي

عندما وجهوا جام غضبهم على الاتحاد العراقي، وعلى نائب رئيس الاتحاد يونس محمود، ومنهم علي نوري الذي قدم أفضل مادة للصحافة الرياضة السعودية التي تهجمت على الكابتن يونس محمود، وأعتبرت أنه أساء لمنتخب بلادها، إذ ابتعد بأسلوبه الانفعالي عن سلوك المهنة الصحافية، وأثر على معنويات اللاعبين العراقيين وسط حملة ذكية وجهت ضد نائب رئيس الاتحاد والمنتخب العراقي، ومثلما وجهنا دعوة للأسطورة أبو ذنون أن يخضع لدورة الظهور الإعلامي ، نوجه دعوة للإعلامي علي نوري أن يخضع لذات الدورة لأجل استلهام ميثاق المهنة الإعلامية وتشريعاتها.أن خسارة منتخبنا لكرة القدم، ونحن نخوض تصفيات كأس العالم نعدها فائدة حيث نستكشف نقاط الخلل إداريا وفنيا، ومن حصيلة ما تم رصده أن يعاد النظر بسياسة الاتحاد العراقي لكرة القدم، وتقييم أداء المدرب الاسباني بقرار حاسم، وكذلك إعادة النظر بمقدمي البرامج التلفازية، ومحاسبة المتنمرين منهم على المنتخب والاتحاد، واتباع سياسة التقنين الحاد لبعثة الاتحاد المرافقة للمنتخب من الظهور الإعلامي، وتكليف الكابتن نشأت أكرم المتحدث عن الاتحاد كونه المتميز بالظهور الإعلامي، والمدافع الناجح عن المنتخب وشخصيته الرياضية.