الأسباب والآثار والحلول.. نحو إيقاف نزيف كوارث المرور في شوارع العراق
أكرم عبدالرزاق المشهداني
مقدمة
تعد كوارث حوادث المرور في العراق من أبرز المشاكل والمآسي التي تواجه المجتمع العراقي في العصر الحاضر، فهي لا تتسبب فقط في خسائر بشرية ومادية فادحة، بل تشكل أيضاً عبئاً على النظام الصحي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد. وتمثل حوادث المرور في العراق مشكلة كبيرة تؤثر على حياة الآلاف من الناس من كل الاعمار، وتتسبب في خسائر بشرية ومادية جسيمة. وقد شهدت البلاد في السنوات الأخيرة، زيادة ملحوظة في عدد حوادث المرور، مما دفع الجهات المعنية إلى اتخاذ تدابير للحد من هذه الظاهرة وتحسين السلامة على الطرق والتخفيف من الاثارالكارثية لهذه الحوادث.
إحصائيات وتقارير المرور:
وفقًا للبيانات والتقارير الإحصائية الصادرة عن الجهات الرسمية المختصة، فقد سجل العراق في العام الماضي ما يزيد عن 20,000 حادث مروري، أسفرت عن وفاة حوالي 5,000 شخص وإصابة عشرات الآلاف. وقد سجلت حوادث الاصطدام أعلى نسبة بلغت (56.3بالمئة)، تليها حوادث الدعس بنسبة (32.3بالمئة)، ثم حوادث الانقلاب بنسبة (9.5بالمئة)، فيما بلغت نسبة الحوادث الأخرى (1.8بالمئة)”.
اسباب رئيسية
الأسباب الرئيسية للحوادث تشير التقارير إلى أن الأسباب الرئيسة لهذه الحوادث تشمل السرعة الزائدة، عدم الالتزام بقوانين المرور، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وسوء حالة الطرق والبنية التحتية. وعلى العموم تتعدد الأسباب المؤدية لحوادث المرور في العراق، ومن أبرزها الآتي:
تهالك البنية التحتية
تعتبر البنية التحتية للطرق في العراق من بين العوامل الرئيسية التي تسهم في تزايد حوادث المرور. فالطرق غير المعبدة والمتهالكة، ونقص الإشارات المرورية والإنارة الكافية، تؤدي إلى وقوع العديد من الحوادث.
السلوكيات المرورية السلبية:
تعتبر السلوكيات المرورية الخاطئة من قبل السائقين والمشاة من الأسباب الجوهرية لحوادث المرور. ومنها:
- السرعة الزائدة: تعد السرعة الزائدة او القيادة بسرعة مفرطة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى وقوع حوادث المرور، حيث يفقد السائق السيطرة على المركبة.
- عدم الالتزام بقوانين المرور: يتجاهل العديد من السائقين قوانين المرور والإشارات المرورية، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
- استخدام الهاتف المحمول: يلجأ العديد من السائقين لاستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، مما يشتت انتباههم ويزيد من خطر الحوادث.
- عدم الالتزام بارتداء حزام الامان عدم الالتزام بارتداء حزام الأمان، هو جزء من تجاهل قوانين المرور،
·العوامل الاخرى:
·السيارات غير الصالحة: تساهم السيارات غير الصالحة للاستخدام في ارتفاع نسب الحوادث في العراق. إن عدم الصيانة الدورية للسيارات، واستخدام السيارات القديمة والمتهالكة، يزيد من خطورة وقوع الحوادث.
·سوء حالة الطرق: تفتقر العديد من الطرق في العراق للصيانة اللازمة، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
الآثار الناتجة عن كوارث المرور
الخسائر البشرية
تؤدي حوادث المرور إلى فقدان العديد من الأرواح وإصابة الكثير بجروح بليغة. إن هذه الخسائر البشرية لها تأثير كبير على الأسر والمجتمع بشكل عام.
رعاية صحية
الخسائر الاقتصادية: يترتب على حوادث المرور خسائر اقتصادية كبيرة، سواء من حيث تكاليف العلاج والرعاية الصحية، أو من حيث الأضرار التي تلحق بالممتلكات والبنية التحتية.
التأثيرات الاجتماعية تؤثر حوادث المرور بشكل كبير على المجتمع، حيث تترك أثراً نفسياً واجتماعياً على الأسر المتضررة، وتزيد من حالات الفقر والتشرد. وتزايد في اعداد المعاقين.
الحلول المقترحة للحد من كوارث المرور:
·تطوير وتحسين البنية التحتية: تعمل الجهات المعنية على تحسين وصيانة الطرق والجسور لتقليل المخاطر من خلال تعبيد الطرق وصيانتها، وتوفير الإشارات المرورية والإنارة الكافية.
·التطبيق الحقيقي لقوانين المرور: وان تكثف شرطة المرور من حملاتها لتطبيق قوانين المرور ومحاسبة السائقين المخالفين.
·نكثيف التوعية المرورية: بان تقوم الجهات الرسمية بإطلاق حملات توعية لنشر الثقافة المرورية بين المواطنين وتعزيز الالتزام بقوانين المرور.
·الصيانة الدورية للسيارات: ينبغي تشجيع الصيانة الدورية للسيارات، وضمان صلاحيتها للاستخدام، من خلال فحصها بشكل دوري وتشديد الرقابة على السيارات القديمة والمتهالكة.
·التعاون الدولي : يمكن للعراق الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في مجال الحد من حوادث المرور، من خلال التعاون الدولي وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
·نصب الكاميرات في الطرق العامة، وفرض غرامات صارمة على المخالفات، وإنشاء طرق سريعة بمواصفات عالمية، واستيراد سيارات من مناشئ رصينة، إلى جانب الفحص الدوري للسيارات لضمان توفر متطلبات الأمان، ومنع قيادة الأحداث للسيارات دون رخصة قيادة.
الخاتمة
تظل حوادث المرور تحديًا كبيرًا يواجه العراق، ونزفا غير مبرر للدم العراقي، ويتطلب تعاونًا بين الجهات الحكومية والمجتمع للحد من هذه الظاهرة وتحسين السلامة على الطرق. من خلال تطوير البنية التحتية، وتطبيق قوانين المرور بصرامة، وتعزيز التوعية المرورية، يمكن للعراق تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال والحد من الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن حوادث المرور.
مستشار أمني وقانوني