الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ولكنهم في النائبات قليل؟

بواسطة azzaman

نقطة ضوء

ولكنهم في النائبات قليل؟

محمد صاحب سلطان

 

أيام قلائل، وتصافح أبصارنا حاشية زمن جديد، لعام قادم، يطوي وراءه أياما إنقضت ما بين نماء وجدب، بين حزن وفرح، بين إنكسار وانتصار، بين نبوءات صدقت وبين تنبوءات كذبت،بين أمنيات تحققت وأماني ما زالت تراوح في مكانها، بين قرارات نفذت وأخرى تناوشتها رياح الاندثار، كل شئ سار وفق قدره المحتوم وزمنه المعلوم، أعلام رفعت ورايات نكست، فرياح التغيير هبت هوجاء عاصفة على مدن ثكلى بنوبات حرب متتالية، وأخرى حبستها المواجهة البطولية لإبنائها، يصدون بصدورهم العامرة بالايمان، والصبر في مقاتلة  العدوان، على الرغم من جحود أبناء جلدتهم، وتركهم لوحدهم ،وصدق من قال (فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل)..

عام تسدل ستائره على وجع البسطاء والمساكين،ممن يبحثون عن لقمة عيش كريمة، وهواء حرية غير منقوص، فيما آخرون، عاشوه بنمط الأذى لإقرانهم والصعود على أكتاف غيرهم، عاشوا سنتهم بين الضغائن والاحقاد والحسد، فبددوا سويعات يومهم بما يؤذي لا بما يطيب خواطر الآخرين ،متناسين حقيقة تفاهة العمر ورخصة الذي يبدده على الصغائر وأنانية أصحابها، التي يرفضها أي عاقل فطن، عام يمضي نحو حتفه، وبقايا شرار نيرانه، تحاصر الزمن الذي يليه، من هول ما جرى من احداث مأساوية، حرائق وزلازل وعواصف وتغيرات مناخية، ومواقف صادمة، وحروب ونفاق زائف، وديمقراطيات على قياس كذبة العم سام و(كذلة) ترامب!، فيما البشر المغلوبون على أمرهم، يتقلون على صفيح التضليل الكاذب، ونيران حرارته، تصل هاماتهم المتفحمة بسواد الاخبار ومحلليها المتلونين وإنتقائية أحداثها، فيما فقراء الأرض، المبتلون بالجوع وسد رمقه، يبحثون عمن يستر عورته، بكفاح معيشي، يواصلون ليله بنهاره، ولسان حالهم، جسده شاعرنا الشعبي القائل: (يادهر بس بالليل خل عيني تنام، ومن الصبح للضيم أتحزم حزام).

عام يطوي جناحيه، وآخر يفتح ذراعيه، والحصيلة، البحث عمن يطمئن الناس بما يهتمون فيه، ويبعد عنهم قلق المستقبل، لإن الكلام الصادق، ضماد للجرح وترميم للكسر، وهذا ما ندعو اليه في إعلامنا العربي والعراقي، إذ ليس كل الكلام فيه معنى، فقد تفرض الكلمات سلطانها على حدث بما تثيره من دلالات ومشاعر، ربما تصب باتجاهات ومشارب مختلفة قد لا تتوافق مع الفعل المحكي، لكنها في الأعم الغالب، تأخذ معنى التجسيد للفعل بكل مقوماته وإرهاصاته، بل تتشكل في صور تنبؤية لما يترافق من إفرازات ذلك الفعل، وكأننا نتحسس الحدث بقلوبنا قبل أبصارنا، لكن البعض للأسف، بدا الواحد منهم، لا يعرف أين يدير وجهه، بعد أن أعمت الدولارات رؤى البصيرة لديه، وأفقدت توازنه، فعاد لا يدرك رأسه من رجليه!، وآخر بات لا يرى الخلاص إلا بالتوسل بوساطة من يتوهم إن حبل النجاة قريب من أيديهم، من  الذين دربهم على وضع رجل هنا وأخرى هنالك ،وثالثة مبتكرة تستخدم عند الحاجة!.

وختاما نقول: مرحى للعام الجديد، وغير العافية والكرامة لا نريد!؟.

 


مشاهدات 178
الكاتب محمد صاحب سلطان
أضيف 2024/12/28 - 1:18 AM
آخر تحديث 2024/12/29 - 5:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 106 الشهر 12570 الكلي 10068665
الوقت الآن
الأحد 2024/12/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير