وحدة الفكر العربي
عبد الكريم الزيدي
منذ أن عرف التاريخ وجود العرب وحضورهم في صفحاته وهم يتطلعون إلى فكر واحد استطاع الولوج إلى وجدانهم دونما تأثير يمكن أن يضع ملامحه على صبغة هذا الفكر ويخطف منهم علامات معاني الحس بعيدا عن موضوع هذا الحضور الذي وجد طريقه اليهم وشغل بالهم بلا تمثيل أو علامات ورموز يمكن أن تحيد في مفهوم هذا الحس الكامن في الذات ..
وقبل الشروع في مفهوم هذا السجال ، فأنه لابد من بيان معنى الفكر لوحده وهو بدلالاته اللغوية يعني إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول وهو بذلك يرسم التفكر والتأمل في الوصول إلى حل أو قرار ، ومن معاني الفكر إعمال العقل في أمر لحله وإدراكه وهو بمفهوم أبسط إنما يعني نمطاً من التعبير لإبتكار بديل لم يكن معروفاً لحل مشكلة أو إستفهام لأمر ما .. وبأضافته إلى صفة العرب فأنه يعطي مدلولاً لتوصيف أدق وأفضل ليصبح خاصاً بخلق أو جمهور بعينه ، فالعرب كما أسلفنا أناس تمكنوا من وجودهم وقدّموا تعريفهم إلى الغير من الناس والأقوام بثوب ولباس مميز عن سواهم فصاروا لوناً مختلفاً ومغايراً للآخرين ، ولهذا ولغيره من الأسباب اجتمع العرب في وحدة فكرية تنافت في معانيها عمن سواهم في الخَلق والخُلق .. بهذه المقدمة البسيطة نحاول أن نتطرق إلى موضوع العنوان ومفهومه وتيسير ما نبغي من وراءه ليس بقصد الاستدلال فحسب وأنما لتوضيح الغاية منه والتسليم بأن للعرب وجهة نظر وإرادة لتغيير واقعهم إلى ما هو أفضل والإنتقال إلى حال حسي ملموس يليق بتاريخهم ووجودهم ويعيدوا بصفحة ترتقي بمجد رسالتهم الإنسانية إلى العالم كما يناسب ماضيهم وحاضرهم .