بكين تحتجز مسؤولين سابقين آخرين في كرة القدم بتهمة الرشوة
الصين تحكم بالسجن 20 عاماً على مدرّب منتخبها السابق
□ بكين، (أ ف ب) - حكمت الصين بالسجن مدة 20 عاماً على نجم إيفرتون الإنجليزي السابق ومدرب المنتخب الوطني لي تاي بتهم الرشوة في قرار يُعد الأضخم في إطار حملة واسعة للبلاد لمكافحة الفساد في الرياضة المحلية. وبدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ حملة واسعة ضد مسؤولين بارزين متورطين بالفساد منذ وصوله إلى سدّة المسؤولية قبل أكثر من عشر سنوات.
مكافحة الفساد
وركّزت السلطات الصينية عملها على مكافحة الفساد في صناعة الرياضة في عام 2022 وأعلنت هذا الأسبوع عن سلسلة قرارات بحق مسؤولين كرويين سابقين. وفي إجراء هو الأضخم إلى حدّ اللحظة، قالت محكمة في مقاطعة هوبي وسط البلاد أمس إنّ لي نال عقوبة: “السجن لمدة محددة 20 سنة” بعد تثبيت التهمة عليه على خلفية سلسلة من الانتهاكات حيال تلقي ودفع الرشاوى. ويُعد إبن الـ 47 عاما من أبرز الأسماء الصينية في كرة القدم، حيث تولى مهام قيادة المنتخب الصيني الأول بين كانون الثاني/يناير 2020 وكانون الأول/ديسمبر 2021، بعد أن خاض حوالى مئة مباراة دولية كلاعب، كما كان له تجربة احترافية مع نادي إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز (2002-2006). لكن هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية “سي سي تي في” قالت إنّه استخدم منصبه كمدرب للمنتخب الصيني لمراكمة حوالى 51 مليون يوان (7 ملايين دولار أميركي) كرشاوى مقابل اختيار لاعبين للمنتخب الوطني أو مساعدتهم على التوقيع مع أندية. كما طلب لي: “من آخرين مساعدته” ليصبح مدربًا للمنتخب الوطني في عام 2019، وسلّم أشخاصًا لم يتم الكشف عن أسمائهم مليون يوان في العام التالي، وفقًا لقناة “سي سي تي في”. وأوضحت القناة نفسها أنّه خلال إشرافه على نادي ووهان، قام لي مع رؤساء أندية أخرى بتوزيع الرشاوى بهدف تأمين حصوله على وظيفة تدريب المنتخب الوطني. واتُهم لي أيضاً بقيامه وأندية سابقة له بدفع ملايين الدولارات كرشاوى لإتمام صفقات انتقال لاعبين والتلاعب بنتائج مباريات خلال عام 2015.
كما سجنت الصين مسؤولَين سابقَين آخرَين في كرة القدم بتهم الرشوة، وفقا لبيانات صادرة عن محكمتين، وذلك في إطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد في كرة القدم المحلية.وحُكم على ليو يي الذي كان يشغل منصب الأمين العام للاتحاد الصيني لكرة القدم، بالسجن لمدة 11 عاما وغرامة مالية قدرها 3.6 مليون يوان (497 ألف دولار أميركي) بتهمة تلقي الرشى، وفقا لمحكمة في مقاطعة هوبي وسط البلاد.وفي محكمة منفصلة في المقاطعة عينها، حُكم على تان هاي، الرئيس السابق لمكتب إدارة الحكام في الاتحاد، بالسجن لمدة ست سنوات ونصف مع غرامة مالية قدرها 200 ألف يوان (27 ألف دولار).
خزينة الدولة
وقالت البيانات الصادرة عن المحكمتين “ستُسترد الممتلكات التي حصلا عليها بشكل غير قانوني وفقا للقانون وتحويلها إلى خزينة الدولة».وأعلنت محكمة أخرى أمس الحكم على تشي جون، الرئيس السابق للتخطيط الاستراتيجي في الاتحاد، بالسجن لمدة سبع سنوات مع غرامة قدرها 600 ألف يوان (82 ألف دولار) أيضا بتهمة الرشوة.وطالت حملة واسعة النطاق ضد فساد الموظفين الرسميين في عهد الرئيس الصيني الحالي شي جينبينغ القطاع الرياضي بشدة، وتحديدا كرة القدم.ويقول المؤيدون إن هذه السياسة تعزز الحوكمة النظيفة، بينما يرى آخرون أنها وسيلة لشي للتخلص من خصومه السياسيين.بدأت السلطات الصينية بمكافحة الفساد في مجال كرة القدم في أواخر عام 2022 كجزء من حملة أوسع نطاقا على صناعة الرياضة.وحُكم في آذار/مارس الماضي على شويوان تشن الرئيس السابق للاتحاد بالسجن مدى الحياة بتهمة قبول رشى بقيمة 10 ملايين يورو.وفي الشهر عينه، اعترف لي تاي المدرب السابق للمنتخب الصيني ولاعب الوسط السابق في إيفرتون الإنكليزي بالذنب في تهمة قبول رشى قيمتها 9.7 ملايين يورو والمساعدة في التلاعب بمباريات.يُذكر أن شي الذي يُعلن عن نفسه كواحد من عشاق كرة القدم، يرغب في أن تستضيف الصين كأس العالم وتفوز باللقب يوما ما، لكن منتخب الرجال لم يحقق الأداء المطلوب.وتحتل الصين حاليا المركز الـ90 في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، بفارق مركز واحد فقط عن جزيرة كوراساو الصغيرة في الكاريبي.