الدولة والغبن الفاحش
صلاح الدين الجنابي
عندما يتكلم دستور الدولة عن تساوي الفرص وحماية الحقوق والمساواة وحرية التعبير والاختيار عندها تكون السلطات (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية) مسؤولة قانونيا واخلاقيا عن التنفيذ ومراقبة الحيود في التطبيق أو التفسير أو المعالجة لان الحيود يعني وقوع الغبن الفاحش الذي يسمح بحق التقاضي والمطالبة بالتعويض وإذا سكت من يقع عليه الغبن فهذا يعني اتساع رقعة الغبن الفاحش لتصل إلى أفراد وشرائح وفئات أكثر وصولا إلى حالة من تخادم السلطات لعجزهم عن تطبيق بنود الدستور من خلال ممارسة الأدوار والمهام والإجراءات المانعة للتجاوز على الدستور عندها يصاب المواطن بحالة من التردد والخوف والخشية من المطالبة بحقوقه بسبب فشل حالات مماثلة في استرجاع الحقوق واحيانا تعرضهم لمضايقات وتهديد وغيرها من الممارسات التي ترسل رسائل سلبية للمواطن الذي يروم الدفاع عن حقوقه في تساوي الفرص والحرية والحماية، هذا الجمود والتساهل في إتقان المهمة وتحمل المسؤولية يؤدي إلى فقدان ثقة المواطن بسلطات النظام الديمقراطي وتشكل صورة مشوهة وضبابية تعكس مدى التزام سلطات النظام بالدستور.
#الدولة والدستور فكرة داخل فكرة تتفاعل وتتكامل لترسيخ ثقة المواطن بالدولة والتزام السلطات بالمهام المرسومة بالدستور بما يحفظ المصالح العليا للدولة ويحمي حقوق الجميع.
#الدولة فكرة...... عندما تعود بالنفع على الجميع تتحول الى قيمة عليا يحميها الدستور ويرسخها النظام فتصبح قناعة يشترك في بناءها وحميتها الجميع.
........اذا لم ينتفع منها الجميع تتحول الى وهن (كبيت العنكبوت) يصطاد الضعفاء والاحرار ويمزقه الأقوياء والفاسدون.