بين التبني والرعاية
مازن الحيدري
لم يعد تبني الأطفال قاصراً على حالات عدم الأنجاب التي تدفع بالأزواج الى البحث عن طفل يتيم أو من المشردين مجهولي الهوية الذين تأويهم دور الرعاية الأجتماعية الحكومية ..
وفقاً لأحكام الشريعة الأسلامية فأن التبني بمفهومه الذي يتطلب منح أسم العائلة للطفل غير مقبول او محرم لعدة أسباب لست بصدد بحثها هنا، وعلى العكس من ذلك نجد الحال مختلف كثيرا في اميركا والعالم الغربي حيث التبني حالة شائعة جدا برغم خضوعها لضوابط ومعايير وأنظمة مشددة وتحت إشراف ومتابعة متواصلة من قبل مؤسسات مختصة.
وفي نفس الوقت هناك نظام الرعاية الاجتماعية الذي يتيح للطفل اليتيم ( مفهوم اليُتْم هنا لا يعني بالضرورة وفاة الأبوين ) فرصة العيش ضمن عائلة تقوم برعايته والحرص على مصلحته ومواصلته الدراسة وتوفير كافة احتياجاته الأخرى إلى حين بلوغه سن الرشد، هذا النظام هو جزء من منظومة الرعاية والحماية الاجتماعية المعمول بها في كافة الولايات الامريكية والذي تدعمه حكومة الولاية مادياً من خلال دفع راتب شهري للعوائل التي تقدم الرعاية لهؤلاء الأطفال علما بأن هناك الكثير من الحالات التي تكون تطوعية ودون مقابل .
فكرة خطرت في بالي ماذا لو أُعتمد هذا النظام الخاص بالرعاية الاجتماعية وخصوصا المتعلق بالاطفال اليتامى لتقديم الرعاية لهم ضمن عوائل المجتمع ،، فالطفل بحاجة الى حنان ورعاية الأسرة وان مقولة : الأم من ربت وليس من ولدت قد يصلح صياغتها بأسلوب جديد ونقول : الأسرة من ربت وليس من ولدت .