المترجمة الكردية فينوس فائق لـ (الزمان): إشكالية اللغة تحد واجهني في (ليليات رمادا)
مهمتي صعبة لكن صيرورتها ممتعة
أحمد الأمين
لفتت المترجمة الكردية فينوس فائق انظار المدعوين الى مهرجان كلاويز الذي أقيم في السليمانية مؤخراً وسط حضور ثقافي عربي وأجنبي وكردي، حيث خصصت لها ادارة المهرجان جلسة خاصة لتوقيع رواية (ليليات رمادا) بمشاركة مؤلفها الروائي الجزائري البارز واسيني الاعرج. وطرحت فائق رؤاها ازاء تحديات الترجمة الى الكردية وعلاقة المترجم بالمؤلف والفهم العميق لها ازاء رواية الأعرج التي استغرق العمل بها منها اكثر من سنة وصدرت بنحو ستمائة صفحة.
وفور انتهاء الجلسة توجهت (الزمان) الى المترجمة الواعدة واجرت معها الحوار التالي:
عندما دخلت عالم الترجمة. كيف وجدته؟
- رغم أنها مهمة صعبة وأعتبرها مسؤولية كبيرة إلا أن الترجمة بالنسبة لي ممتعة، لأنني لا أمارسها كمهنة أو بشكل منتظم، إنما أختار ما أتذوقه، فترجمة نص شعري على سبيل المثال لا يقل أهمية من كتابة النص الأصلي نفسه بلغة الأم، لأنك كمترجم تعيد إنتاج ذات القصيدة في حلة لغة أخرى، شرط أن توفق في المحافظة على روح القصيدة. أنا أترجم ما يلامس إحساسي، كل نص جميل يلامسني يطالبني بترجمته. في تقديري الترجمة وعلى وجه التحديد الترجمة الأدبية هي فن نقل مضمون واحساس و روح النص سواء كان نص شعري او نص روائي. عليه فإن عالم الترجمة على صعوبته عالم جميل، يوصل الشعوب ببعضم البعض وتعريفهم بإبداعاتهم، ويتعرفون على جانب من تأريخهم وحضارتهم وإرثهم الثقافي.
هل واجهتك صعوبة في ترجمة رواية واسيني الاعرج الى الكردية؟
- الصعوبة الوحيدة التي واجهتها والتي لم تتعلق بالنص نفسه إنما بإشكالية اللغة نفسها. فاللغة الكردية رغم ثرائها لكنها لغة تفتقر إلى الإهتمام الأكاديمي أكثر، فهي على كثر اللهجات المحكية، لكن لغة الكتابة والقراءة ما زالت لم توحد بعد من خلال مؤسسة وطنية أكاديمية تأخذ على عاتقها هذه المهمة.
ايهما اصعب الترجمة الى العربية ام الى الكردية؟ وما الذي افادك من معرفتك باسرار العربية خلال عملية الترجمة؟
- بالنسبة لي الترجمة من وإلى اللغتين لا يشكل فرقا كبيرا. ففي النهاية أبذل جهدي لكي يخرج النص في لغته الأخرى بمستوى النص الأصلي.
اللغة العربية كونها لغة غنية جدا وتحتوي مفردات ومرادفات كثيرة تستخدم في سياقات مختلفة أفادتني كثيرا، بل كما أقول دائما أدين بثقافتي للغة العربية. فهي من أجمل اللغات التي أفتخر بأني أتقنها. لغة بكل هذه الصفات تدهشني باستمرار ومع كل تجربة ترجمة أتعلم أكثر وأكثر وأغوص في أعماقها وأكتشف جمالها.
صحافة استقصائية
ما احب كتاب اليك قمت بترجمته ومتى؟
- في الحقيقة رواية (ليليات رمادا) للروائي الجزائري واسيني الأعرج في كتاب هو النص الوحيد الذي ترجمته في مجال الرواية، سبق وأن ترجمت كتاب عن الصحافة الإستقصائية من اللغتين العربية والإنكليزية إلى اللغة الكردية، وأيضا كتاب عن فن كتابة الرواية من العربية للغة الكردية، هذه الكتب وغيرها من مئات النصوص الشعرية التي ترجمتها كانت من أحب الترجمات إلى قلبي، لأني كما أشرت أترجم فقط ما يلامس قلبي وأحب ترجمته طواعية وليس كوظيفة، لأنني مازلت لا أصنف نفسي كمترجمة، فأنا أزاول الترجمة كهواية فقط.
هل تمنيت ترجمة كتاب سبقك مترجم اليه؟
- تمنيت أن أترجم ثلاثية أحلام مستغانمي (ذاكرة جسد)، (فوضى الحواس) و(عابر سرير) لكن سبقني مترجم آخر إلى ترجمة (ذاكرة جسد). وكونه لم يترجم الروايات الثلاث كلها، فمازلت أتمنى أن أترجم ثلاثتها، لأن الروايات الثلاث تعتبر ثلاث روايات متسلسلة رغم أن الكتابة لم يتذكر تسلسلها، إلا أنها يجب أن تقرأ بالترتيب المذكور آنفا.
ما النصـــــــيحة التي تقدمينــــــــــها الى المترجمـــــين المستـــــــجدين او حديثي العهد بهذا الابداع؟
- الكثير ممن يمتـــــــــهنون التــــــرجمة ويقتحمون مجال الترجمة الأدبية يكتفون بإتقان اللغة فقط، وهذا يوقعهم في مشكلة تقديم نص ادبي مختلف إلى حد ما عن النص الأصلي. الترجمة الأدبية تحتاج إلى حس أدبي عال، تحتاج إلى القراءة المكثفة باللغتين. لا يكفي أن نتقن اللغة فقط، أنما يجب أن نتقن فن إيصال روح النص إلى قاريء آخر بلغة أخرى، وهنا تكــــمن الـــــصعوبة، في حيــن أن الكــــثيرين يستسهلون الـــترجمة فقط لأنهم على إلمــــام باللغتين.