أنين الأرض المنسية
نهله الدراجي
هناك مدينة تشبه جوهرة نادرة تحت غطاء من الظلام. مدينة تحتضن ثروات جبارة، وموارد وفيرة وإمكانات كامنة، لكنها تعاني من نير الفقر والحرمان والبطالة. هي صرخة مكتومة تطالب بالعدالة والحرية.
سكانها كالأشجار التي تستجدي الماء في صحراء قاحلة، رغم أنهم يقفون على ثروات هائلة، متطلعين إلى مياه العدالة التي تروي ظمأهم...
إنهم كالنبع الجاف الذي يرقص على أوتار الريح، بينما ينهب الظالمون ثرواتهم ليرفلوا في بذخهم.
تدور عجلة الحياة في هذه المدينة بخطى متثاقلة، كأنما لعنة ما تثقل أرواح سكانها. فالمرض والجهل والبطالة هي الوجوه المألوفة في هذه المدينة الغنية بالموارد. وكأن الأرض نفسها تنوح على حال أبنائها المحرومين.
لكن هناك ضوءاً خافتًا في الأفق، وهو وعد بالتغيير والفجر الآتي. فإذا أدرك الظالمون واللصوص مسؤولياتهم، وإذا استيقظ السكان من سباتهم المرير، ستنبثق من هذه المدينة المنسية نهضة عظيمة تشع على العالم بأسره.
إنها مدينة الآلام والفقر، لكنها أيضًا مدينة الأمل والقوة الكامنة. ما على أبنائها سوى أن يستنهضوا هممهم ويستثيروا جذوة التغيير، لتحول هذا الوادي المظلم إلى واحة زاهرة للحرية والازدهار، و لتكتب المدينة صفحة جديدة في تأريخها، صفحة عنوانها العدل والإنسانية.