رحيل مبدع عراقي
ضرغام الدباغ
حمل لنا البريد نبأ محزناً، رحيل الصديق العزيز المخرج المبدع قيس الزبيدي ..
قيس خريج معهد بابلسبيرغ العريق الكبير في ضاحية مدينة بوتسدام / برلين، هذا المعهد المهم جداً في تاريخ السينما العالمية، والألمانية، وقد علمت من فنانين ألمان، أن مرحلة قيس الدراسية كانت تنبأ بأن هذا الفتى القادم من بلاد الرافدين، سيكون له شأن في عالم الإخراج السينمائي.
قيس تخرج في الستينات من القرن الماضي، ولكنه لم يصب الكثير من الشهرة، ولا المكاسب المادية، وعلى نهج كبار المخرجين الفنانين، كان يأنف أن يعمل أعمالاً بسيطة، لها مردود ربحي، بل يوثر العمل الفني الممتاز على العمل المربح.
وشخصية كهذه، يمكن بسهولة أن نتوقع أنها سوف لن تصيب من الشهرة الشيئ الكثير، وهو لم يقبل أن يلتحق بمؤسسات السينما العالمية، وكان منذ مطلع شبابه ملتزماً بقضايا الوطن. رغم أن مخرجين عالميين (بازوليني، وفليني) كبار تعرفوا عليه وقدروا أعماله، ولكن قيس آثر الالتحاق بالعمل والكفاح الفلسطيني، وأنتج عدة أفلام رائعة الفحوى والمحتوى.
أعرف قيس الزبيدي منذ أوائل السبعينات، .. كانت عودي الزمن تفرق بيننا، ونلتقي دائماً في برلين التي نشترك معاً في الحنين إليها .....
قيس الزبيدي أسم كبير في عالم الإخراج السينمائي والتلفازي .... رحل بهدوء ودون ضجة ... ولكني أعتقد من يعرف قيس سوف لن ينساه مطلقاً .. سلاماً ... قيس.. سلاماً، مني ومن محبيك.