مكتباتنا الى أين ؟
علي جاسم الفهداوي
آلمني حال المكتبات في الأنبار، ويحزنني عندما أرى مكتبة قد اغلقت أو قل روادها، مع انتشار بيع كتب الروايات والتي هي شيء جيد، لكن تهافت الناس على المقاهي، المطاعم، والملاعب والمباريات دون الركون إلى الجانب الثقافي يُثير الدهشة .
يبدو أنني تأثرت بأساتذتي الذين يحبون الورق أمثال دكتور جبران الحديثي ذلك الرجل الطويل الجميل الذي لم أراه يوماً إلا وحاملاً في جعبته كتب نفيسه، يدفعني الفضول لأسئله عن محتوى الكتاب، فيقول : هذا كتاب عبد اللطيف رشيد عن الموارد المائية في العراق، يبدو أنني أرغب بما رغب به اساتذتي عندما كنت طالباً في السنة التحضيرية، أذ تتوق نفسي الى لمس أرفف المكتبات، وأن يكون عليّ أثار الغبار والأتربة، ولو رأيت مكتبة في مول أفرح وأسارع للوقوف على كتبها، لكن سرعان ما تنتهي تلك الرغبة بخيبة أمل كبيرة بسبب فقر المكتبة وإقتصارها على بعض الروايات.
هل ستبقى مكتباتنا خالية ومطاعمنا عامرة ؟ وأن وجدت المكتبات كم سيبيع صاحبها؟ واتساءل ما ردة فعل الكُتاب والمؤلفين وكتبهم مركونة؟ هل ينبغي أن أكون متفاءل ؟ أعتقد لا، و لا سيما في عصر النت ووجود الكتب الإلكترونية، وهل يترى نرى الشباب من كلى الجنسين يقرأون في المطعم والباص والمنزل، وأماكن الإنتظار ؟ ذلك سيبقى رهين الحركة الثقافية ومدى رغبة المجتمع الأنباري في التقدم والتحضر من عدمه.