الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رسالة الى الشباب

بواسطة azzaman

رسالة الى الشباب

عدي سمير حليم

 

يحتاج شبابنا الى توعية ونُصح بصورة مستمرة من قبل الأكبر منهم سناً او المثقفين والباحثين بالشأن الاجتماعي والاُسري، وتقديم النصائح لهم من خلال التجارب العملية او من خلال الدراسات والبحوث والتي في نهايتها تصب في مصب واحد وهو تحقيق الغايات الأساسية التي من خلالها يتم تقويم الوضع الاجتماعي.

ولعل من اهم هذه الأمور هي عملية زرع حب الوطن في نفوس أبنائنا والذي هو من الايمان وخدمة الوطن واجبة قانوناً وعرفاً والتي معها تُبنى الأوطان وتزدهر.

فبعض الشباب وهم يتقدمون بالعمر ليصبحوا اكثر عنفوان وقوة بدنية وطاقة حيوية والتي تُعطيهم انطباعاً اندفاعياً متهوراً والتي معها تزداد المشاكل واتخاذ القرارات الآنية والعاجلة والتي قد تكون خاطئة وبعدها يحدث الندم.

من الندم سنبدأ في جوهر المقال وخير ما نستشهد به قوله تعال:

{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوۤاْ إِلَّا إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.

 امر رباني واجب الطاعة والتنفيذ في بر الوالدين وهي من المواضيع المهمة جداً والتي لاخلاف عليها فالانسان بطبيعة الحال يحتاج الى العائلة منذُ ولادته وحتى مماته لان ميزان الصغر والكِبر واحد من ناحية القوة والبُنى الجسمانية متساوي والفرق بينهم ان الصغير يعجز عن التفكير واتخاذ القرار بعكس الكبير الذي يستطيع ان يتخذ قراراته والتي تكون محدوده اذا مريضاً او مشوشاً او لاي سبب اخر.

وهنا ونحن نبحث بهذا الموضوع لابد ان نمر على بعض الاحداث الاجتماعية فهناك من طرد والده من بيته ونفس الحال لوالدته وبعضهم قد تكاسل عنهم فألقى بهم الى دار العجزة والمسنين وبعضهم قد هجرهم وتناسى ابويه، والبعض قد تمادى في اذيتهم وضربهم او الصياح عليهم وغيرها من التصرفات التي حرمها الله ومنعتها الأديان وحذرت منها المجتمعات.

وللأسف الشديد فأننا نعيش اليوم بحالة من اللاوعي لبعض الشباب الذي غرته الحياة الدنيا معتقدين انهم الأقوى، اكرر الأسف على مثل هؤلاء لانهم تمادوا في الخطأ واصبحوا في نفق مظلم نهايته وخيمة.

الام خيمة والأب عمود هذه الخيمة ولابد ان يعرف شبابنا انهم بلا هذه البركة لاشئ فبمحبتهم وطاعتهم يزداد التوفيق وبدعواتهم تتفتح لكم أبواب السماء، الفرصة لاتزال سانحة لكل من كان ابويه على قيد الحياة عيدوا حساباتكم راجعوا أنفسكم قبل ان يفوتكم ذلك ويقتلكم الندم وتعيشوا حالة من الوجع والالم والتعاسة طول حياتكم، كما اعلموا ان هذه التصرفات دينٌ في اعناقهم توفونه من ابنائكم.

اسألو احدهم كم انت بار بأهلك ستجده فرحاناً وسعيداً لانه كان خادماً لهم ويفتخر ويتفاخر في ذلك ويتمنى ان يطول عمرهم لخدمتهم ولكن الموت الذي جعله الله حقاً علينا قد حال عن احدهم فأنا لله وانا اليه راجعون.

عش في حياتهم سعيداً وبعد مماتهم اسعدُ

وتمتع بحنانهم وحبهم لتعش عمرك منعمُ

جنةُ الله في الأرض هما وانت فيها سيدُ

وأرضي الاله بخدمتهم فالموت والله لايرحـمُ

 استاذ مساعد دكتور


مشاهدات 122
الكاتب عدي سمير حليم
أضيف 2024/12/08 - 4:52 PM
آخر تحديث 2024/12/12 - 5:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 388 الشهر 5056 الكلي 10061151
الوقت الآن
الخميس 2024/12/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير