فم مفتوح .. فم مغلق
واقع (ثقافي) في جدار الوهم
(الحلقة السادسة والأخيرة)
زيد الحلي
ليس قساوة مني ، القول ان هواة « الإصدارات « نسوا ، ان كتاباتهم لا تتعدى خواطر بسيطة وآراء بلا تجارب.. وإنهم يهرفون من ما تجيش بهم مخيلاتهم المراهقة ، وهي على العموم مخيلات تصب في خانة حب الذات وتأكيد موجوديه، متناسين ان قيمة الكاتب والكتابة والكتاب، هي في الصلة بين معنى ما يُكتب وبين موضوع الكتابة، وهم عندما يدفعون الى الطبع ما يعتقدون إنه نتاج ثقافي، شعراً كان ام رواية.. الخ، فأن همهم البحث في كتب اللغة والشعر عن كلمات يعتقدون انها تدل على ثقافة وصقل، غير مدركين ان اللغة هي مجرد وسيلة للإفصاح عما يختلج في النفس من فكر، ومن المفيد توضيح ذلك الفكر الى اقصى حد مستطاع، لأنها كلما ازدادت تبسيطا، ازدادت قدرة على تحقيق وظيفتها في نقل الفكر الى الآخرين.
رحم الله الشاعر نزار قباني الذي اجاب في اكثر من قصيدة عن سؤال: لماذا يكتب؟ قائلاً: اكتب كي أفجر الأشياء، والكتابة انفجار... اكتب كي ينتصر الضوء على العتمة ، اكتب كي تفهمني الوردة والنجمة والعصفور، والقطة والاسماك والأصداف والمحار...
فهل تساءل هواة الإصدارات، ماذا يكتبون ولمن يكتبون؟
أتمنى!
لكن آن الأوان لموقف حازم، فصدور كتاب هزيل بهدف المباهاة، يعني غرس خنجر في خاصرة الثقافة العراقية، وهذا الخنجر يفعل مفعوله في الحقب القادمة، ولا أظن ان هناك من يرتضي ان يشار لثقافة العراق في المستقبل بأنها ثقافة هزيلة.. وأستغفرك ربي!
Z_alhilly@yahoo.com