قبل عامان من الآن كان العراق يستعد للدخول الفعلي في الاختبار الحقيقي في تنظيم العرس الخليجي بالبصرة (خليجي 25)، وكانت الاستعدادات تسير بشكل متسارع من اجل ان تحقيق النجاح بعد العودة لتنظيم البطولات من خلال اسناد اتحاد الخليج العربي البطولة لنا بعد طول انتظار لها.
وبنفس التوقيت نظمت قطر نسخة استثنائية ومثالية من بطولة كاس العالم لكرة القدم والتي اختتمت بفوز الارجنتين بلقبها ، فيما نالت قطر جائزة التميز بالتنظيم المثالي وفق افضل التقنيات المتطورة في العالم ، واعطت درسا للدول المتقدمة بالمحافظة على القيم الانسانية والروح الرياضية.
توقع الجميع ان تكون نسخة خليجي 25 بالبصرة اقل شاناً وتنظيماً من مونديال الدوحة بكل الجوانب الفنية والتنظيمية ، نظراً للمشاركة القليلة مقارنة بكاس العالم التي تعد اقوى واعلى بطوله تنظمها الفيفا كل اربع سنوات.
وكانت خليجي 25 في بصرة العراق فرصة مثالية لحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم انفانتينيو، ومشاهدته الشغف الحقيقي للجماهير العراقية عن قرب وكذلك الاطلاع على الملاعب الحديثة التي اقيمت واحقية العراق باستضافة مبارياته الرسمية على ارضه.
وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم قد اسند مهمة تدريب اسود الرافدين للاسباني كاساس منذ فترة قصيرة وان كاس الخليج بالبصرة الاختبار الاول له مع الفريق في اجواء حماسية لم يالفها من قبل ، علما ان منتخبنا كان يعاني من الاحباط وعدم وجود رغبة حقيقية لتحقيق الانتصارات نظراً لابتعاده عن التاهل لمونديال الدوحة 2022.
وانطلقت نسخة خليجي 25 بالبصرة ومعها بدأ عهد جديد للكرة العراقية بعد التنظيم المثالي والصورة الايجابية للجماهير العراقية ، لاسيما بعد نجاح الاسود في حسم المباراة النهائية امام عمان وحصد اللقب بعد 35 سنة من آخر بطولة لهم. وبعدها بدأت الافراح العراقية مع المدرب كاساس الذي اصبح معشوق الجماهير واملها بالعودة من جديد لتحقيق الانتصارات والوصول للمونديال المقبل.
بعد فترة قصيرة سيعود كاساس للمشاركة بنسخة خليجي 26 بالكويت كحامل للقب وأحد اقوى المنتخبات المشاركة بالعرس الخليجي ومن اجل المحافظة على لقبه، ويعي الاسباني ان مهمته هذه المرة صعبة جداً لانه سيكون هدفاً للمنتخبات الاخرى التي ستلعب لتحقيق الفوز على حامل اللقب وتحقيق مفاجاة كبيرة.
من جانبه كاساس يحاول ان يكمل اعداد المنتخب الوطني للمهمة المقبلة التي تعد مكمله لمهمته الاصعب وهي المباريات المتبقية من تصفيات كاس العالم والتي يحتل الوصافة فيها وهو قريب من نيل البطاقة بالمجموعة الثانية نظراً للمستوى الذي قدمه الفريق. ولكنه يسعى ايضاً ان تكون البطولة الخليجية فرصة لمعالجة بعض الثغرات الفنية التي ظهرت على اداء الفريق من خلال اشراك بعض الاسماء التي لم تحصل على فرصتها الحقيقية مع الفريق .
لكن بعض الامور لم تتوضح لحد الان ، لان بعض الاندية الاوروبية سوف لن تسمح للاعبيها بالتفرغ والذهاب الى الكويت للمشاركة في البطولة لانها لن تقام ضمن ايام الفيفا دي ، لذلك فان المدرب سيبحث عن البدلاء الجاهزين من اللاعبين المحليين كما حصل في خليجي 25 .
ان البعض يحاول ان يقلل من عمل وافكار المدرب كاساس خلال المرحلة الحالية في البرامج التلفازية والمواقع الرياضية الاخبارية، وينسى هؤلاء بان اللاعبين المحليين الموجودين في الاندية هم افضل ما وقع عليهم الاختيار في مراكز اللعب ، علماً ان نتائج افضل انديتنا في المشاركات الخارجية بائسة ولا تدل بان لدينا لاعبين قادرين على تقديم مستويات عالية مع المنتخبات.
ويبقى الامل قائما بان ينجح كاساس في تشكيل منتخباً متميزاً قادراً على تقديم مباريات جميلة في العرس الخليجي المقبل ،ويسهم في رسم الفرحة على وجوه كل العراقيين.