وقد لا يطابق الاسم المسمّى
حسين الصدر
-1-
مطابقة الاسم للمسمّى مسألة في غاية الأهمية والاّ فما معنى أنْ يسمّى الانسان ( محسناً ) مثلا وهو لا يعرف الاّ الإساءة الى الناس ..
وما معنى أنْ يسمّى ( كاملاً ) وهو عبارة عن وعاء تجتمع فيه العيوب والنقائص ؟
-2-
وقد أورد الذهبي في حوادث سنة 652 هـ في كتابه ( تاريخ السلام ووفيات المشاهير والاعلام ج 48 ص 9 )
( ووثبَ غانم بن راجح بن قتادة الحسني في مكة بأبيه ،
وزعم انه جُنّ ،
فسأله أنْ يُخلي سبيله ، فأعطاه جَمَلاً فركبه وهرب وتمكن غانم بمّكة )
إنّ الولد الذي يفتري على أبيه بأنه أُصيب بالجنون ثم يعدو عليه لا يمكن أنْ يكون ( غانِما ) .
بل هو غاشِمٌ ظالم .
-3 –
ومن أبرز صور النذالة والحقارة التطاول على الوالديْن وانتهاك حرمتهما بدلاً من البر والطاعة والإحسان والرأفة .
-4-
انّ الاختلاف بين الاسم والمسمى ظاهرة ملحوظة في المجتمع فكم من وليد يسارع أبوه الى تسميته بـ ( جميل ) مع انه لا يحمل من الجمال شيئا
وبمقدور هذا القبيح شكلا ان يكون جميلا بأفعاله واقواله وحينها يملك القلوب .
-5-
ومدعيات السياسيين ولا سيما السلطويين منهم غالباً ما تكون بعيدة عن الواقع .
لقد سمعت الطاغية المقبور يقول :
« سنتتبع الظلم في مظانه «
ولا أعهد في الطغاة والجبابرة مَنْ يماثِلُه في ظُلمِه واعتسافِه واستهتاره بالأرواح والدماء، والمقابر الجماعية التي ملأت العراق مِنْ أَوضح الأدلة على ما نقول .
-6-
طوبى لمن تطابق اسمُه مع مسمّاه ،
وتطابق ظاهِرُه مع باطنه ،
وصدّقت أفعالُه أقوالَه .