الأهالي يسخرون من هدر الأموال على فعاليات فارغة والشوارع تشكو الإهمال والأزبال

مطالبات بإقالة أمين بغداد بعد إخفاقه في تحسين خدمات أقدم مدينة بالعالم

بغداد- الزمان

سخر بغداديون من الفعاليات الشكلية التي نظمتها أمانة بغداد في (يوم بغداد)، التي كانت بمثابة ما وصفوه بإهدار فاضح للمال العام، في وقت كان يجب تخصيص الأموال لتحسين البنية التحتية المتهالكة أو في حملات تنظيف شوارع العاصمة، التي أصبحت تعكس صورة من الإهمال والتجاهل من قبل الاجهزة البلدية . وقالوا أمس إن (شوارع العاصمة تعاني من تدني مستوى الخدمات، ولاسيما طريق محمد القاسم الذي لم يعد يستحق أن يسمى طريقًا سريعًا، حيث اصبح عبئًا إضافيًا على المواطنين، في حين كان من المفترض أن يسهل حركة المرور، لكنه تحول إلى مركز للازدحام والتأخير، ليضاف إلى قائمة الشوارع التي تتحول مع كل يوم إلى ما يشبه المطبات  من الحفر وتشققات)، وأضافوا إن (أكثر ما يزعج هو المجسر الذي يربط سريع الغزالية بالعامرية، حيث تم إغلاقه منذ أكثر من شهر دون أن تتحرك أمانة بغداد للقيام بأي إجراء ملموس يعيد فتحه أو على الأقل يخفف من معاناة المواطنين)، وتساءل اهالي بغداد (لماذا تخصص هذه الأموال لفعاليات غير منتجة، وعدم استثمارها في تحسين واقع العاصمة؟ وهل يعقل أن تبقى الشوارع والطرق في حالة من التدهور المستمر، بينما تصرف المبالغ في فعاليات ترفيهية لا تجدي نفعًا كما حصل في فعاليات يوم بغداد )، وأشاروا الى ان (الوضع في بغداد يتفاقم يومًا بعد يوم، لتتضح صورة فشل الأمانة في معالجة أبسط المشاكل الحياتية للمواطنين، يضاف إلى ذلك تجاهل المسؤولين لكل نداءات الاستغاثة التي يطلقها الشارع بشأن سوء الخدمات)، وأوضح الاهالي أن (المواطن لم يعد يحتمل المزيد من الوعود الكاذبة والتصريحات التي لا تجد طريقها إلى الواقع، فشوارع العاصمة التي كانت في يوم ما شريان الحياة لمدينة نابضة بالحركة، أصبحت الان مغطاة بالحفر والمطبات والاحياء تغرق في النفايات والتلوث)، وشددوا على القول (لقد أصبح واضحًا أن الإهمال المستمر وعدم المسؤولية، هما السمة البارزة لهذا الجهاز الإداري، وبالتالي فإن مطالبات إقالة أمين بغداد هي خطوة ضرورية لتحقيق التغيير المطلوب الذي يليق بمكانة العاصمة كاقدم مدينة في العالم). وأثارت هذه الفعاليات التي وصفت بالساذجة، موجة من ردود الأفعال على مواقع التواصل بسبب الوضع الخدمي الذي يتراجع يوميا في اقدم العواصم في العالم دون تحريك ساكن من الأمانة التي تعد المسؤول الاول عن تقديم الخدمات واطفأت بغداد امس شمعتها 1262 منذ بناها المنصور، التي تعد عميدة العواصم، فهي أقدم من واشنطن بأكثر من 500 سنة ومن لندن بمئتي سنة ومن باريس بثلاثمائة سنة ومن موسكو بمئة سنة ومن طوكيو بستمائة سنة. واطلق على بغداد تسميات كثيرة نظراً لمكانتها، حيث سُميت المنصورية أو مدينة المنصور والمدورة والزوراء ومدينة السلام ومدينة الخلفاء وعاصمة الرشيد. وكانت تشتهر بالعلم ومصنع العلماء، ونُسب العمران لها فكانت قبلة المهندسين. ويرى كل من يقصدها انها (ليست مدينة مثل باقي المدن، فشوارعها تتنفس المجد، وارضها تضجّ بالتاريخ، وواقعها لا ينبىء عن ماضيها ولا مستقبلها، لم يحبها فقط من وُلد فيها، ولا حتى من عاش فيها، بل احبها كل من جاءها متعلماً أو مسترزقاً أو زائراً أو حتى غازياً، فالشموع لا تكفيها، والورود لا تغنيها، والكلمات لا تفيها).