(سبايكر) الجريمة التي لا تُنسى
غزاي درع الطائي
إن عمليات القتل والتخريب التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي تحت مسمّى (جريمة سبايكر) لتدل دلالة قاطعة على أنه تنظيم متوحِّش لا يعرف شيئا ولو بسيطا عن معنى الإنسانية وقيمها، تنظيم خارج على السنن السماوية والإنسانية، ومارق لا يَعرفُ شرُّهُ حدودا، إنه يريق الدماء البشرية مثل حيوان مفترس، وهو بحاجة ماسة إلى ردع وطني حاسم مثلما هو في الوقت ذاته بحاجة إلى ردع عالمي شامل على جميع المستويات: التسليحية والتجهيزية والمالية وصولا إلى قطع الماء والطعام وعدم السماح له بالتنفس، فالهواء الذي يغلف سطح الأرض هو حصة الشرفاء العاملين من أجل سلام هذه الأرض لا الذين ينشرون الشر المستطير ويسفكون الدماء البريئة، ويخربون كل جميل.إن أكبر رد على جريمة سبايكر كانت صدور فتوى المرجعية الرشيدة بالدعوة إلى الجهاد الكفائي، التي كانت السبب وراء تشكيل الحشد الشعبي المجاهد، هذا أولا، وثانيا كان قرار القائد العام للقوات المسلحة بتحرير العراق من براثن داعش الإرهابية، وهذا ما كان بعزم قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها وصنوفها، وبمساندة الشعب بكل ما هو مستطاع وممكن. إن الصفات الداعشية بما فيها من عدوانية مقيتة ووحشية شديدة، جعلتني استرجع ما قاله فرويد عن الإنسان، فالإنسان عنده (كائن عدواني شرس)، وهو (مدفوع بطبيعته البايولوجية ذاتها نحو العدوان)، ويرى فرويد (أن مظاهر التخريب والعدوان والشر التي تطبع حياة الإنسان المعاصر، مظاهر ذات أساس بايولوجي حتمي متين، ولا سبيل إلى الخلاص منه، وهذا ما يفسر لنا جميع مظاهر الشر والعدوان والحروب، سواء أتلك التي وقعت في ماضي الإنسان أم تلك التي تحدث في حاضره)، ولكن هذا الإنسان بكل الصفات العدوانية التي أغدقها عليه فرويد، لن يستطيع أن يقوم بعمل كبير وشامل ومخرب ومدمر وقاتل إن لم تكن هناك جهات مستفيدة راعية وموجهة وداعمة له، جهات لها قدرات استثنائية من حيث التمويل والتجهيز والتدريب والتسليح، فالشر بحاجة إلى الكثير والعديد من المستلزمات ومن العديد من الرعاة المقتدرين لكي يكون مؤثرا ومنتشرا، وهنا، هنا بالضبط، يظهر إلى العيان وأمام الجميع الدور المنتظر الذي يقع على عاتق كل قوى الخير والسلام التي تشغل مكانا على سطح هذه البسيطة المحبة للسلام والطمأنينة والخير، أن تحتشد بعزم لا يلين وأن تقوم بواجبها الأخلاقي والإنساني في القضاء على كل ما يزعزع السلام على هذه الأرض التي جعـــــــــلها الله لنا كفاتا أحياءً وأمواتا.