الحرب في غزة وأشياء أخرى

ضرغام الدباغ

أقرأ كثيراً، وأسمع، وأشاهد، مداخلات وتعليقات، وصور يشارك الذكاء الاصطناعي في إنتاج بعضها، تذمر، وإطلاق زفرات التحسر والغضب، والحزن، وبكائيات ... وأنا بالطبع أفهم وأستوعب تماماُ الألم الذي يخلف كل هذه النتائج، فأنا كنت شاهداً عيانياً على أشكال وأنواع المآسي والكوارث التي حلت (في السبعينات خاصة)والتي ستحل، ليس فقط بسبب القضية الفلسطينية، بل والعراقية والسورية واللبنانية واليمنية والصومالية، والليبية والسودانية.. و ... و ...  طالما هذه الأمة تريد تحرير أراضيها المستلبة، وطالما تريد طرد الإمبريالية وأشباهها وذيولها، وطالما نحن مصرين على هدف الوحدة العربية، وطالما نريد السيطرة على الموارد الاقتصادية ... وهنا يطرح سؤال بديهي نفسه ... ألا ينبغي أن نتوقع أن تحاربنا القوى التي ترى أن نهوض الأمة يضر بمصالحها ...؟

من هم الذين ستتضرر مصالحهم ...هي القوى التي تحاربنا تحت شتى الشعارات، منهم :

دمار شامل

•الذين حاربوا صدام حسين بذريعة امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وقالوا وكذبوا وحلفوا وزوروا أن للعراق أسلحة سيبيد العالم.  الكويتيون المساكين لعبوا دور ثاني أوكسيد المنعنيز (عامل مساعد) فقط ..وآخر رأى أنها فرصة لينتفع بدولارات ..ومتملقين رقصوا مجاناً، اليوم يعضون أحذيتهم ندماً ..!

•حاربوأ معمر القذافي لأنه تسبب بملوحة مياه البحر المتوسط.

•حاربوا علي عبد الله صالح، لأنه لا يسلم  لهم اليمن.

•أسقطوا النظام اللبناني لأنه أحم ... أحم ...

•أسقطوا سوريا ولبنان والعراق واليمن وسمحوا للفرس بالتمدد .. وهذا حلال وليس حرام

•طيب لماذا يريدون أسقاط الأردن ...؟

•وماذا يريدون من الجزائر ..؟

•والسودان ..؟

•وأخيراً وليس آخراً .. الكويت ...!

من الذي يمثل رأس الحربة في هذا الهجوم العريض على الأمة (قلنا رأس الحربة الثلاثي المعلن)

1.

2.

3.

لا نذكر الأسماء لأنكم تعرفونها ولا نريد أن نتآمر على ذكائكم، لاحظوا ودققوا : على يد من يقتل العرب، فهم هذه الأطراف الثلاثة الكل يعرفها ...  هو الرمح الثلاثي. ما عليكم بالشعارات والتمثيل والتهريج، وتوزيع الأدوار .. وهناك من يوافق على التهريج والتمثيل ليس مخدوعاً ..... لا ... إنه مشارك ولكن بعنوان خادم ...وليس نادماً ولا مستحياً، يعرف درجته ..  هو ذنب  وأقل من خادم هذا أبعدوه... اطردوه من بين صفوفكم ... هو مندس لعين ..!

يعني هل من المعقول  أن هناك من يصدق بعد نكتة الديمقراطية ...؟

يعني معقولة هناك بعد 22 سنة من احتلال العراق يوجد من تخدعه الهتافات والصراخ والزعيق  ..؟

هناك من وضع ثقته في خرج الحصان الفارسي، فلسعه الثعبان وأصيب بخيبة يمثل دور الغبي الأبله..! أطردوه ... وأرفعوا السلام عنه ..

من يعتقد ولو للحظة واحدة أن أمريكا تريد الخير له .. مسكين أثول ...ألا ينبغي أن يقدم للمساءلة .. ألا ينبغي أن يحاسب من يعتقد أن الفرس مسلمون، ويريدون التحالف مع المسلمين والعرب ..؟ ويقال له تعال يا ساذج لماذا تنطلي عليك خدعة عمرها 45 سنة ..؟ وأنت من تدعي بأنك عبقري وفهلوي ... وطلعت بالنتيجة بهلوي ..أليس من العيب أن نجلس معاً ولو 10 دقائق في مقهى سياحي على الرصيف من يعتقد أن الفرس حلفاء ..؟ اليس من المخجل أن تشتروا عواطفنا بدمائنا ...؟

يا أخوان بعيداً عن النواح والصياح  الذي لا معنى ولا مغزى له. بعيداً عن التهويش والتشويش، ورمي الطلقات والصواريخ الخلبية، وشتم هذا وسب ذاك، أبحثوا عن الخطأ .. وابحثوا على المسببين ... أبحثوا من يريد حرف الأنظار، ابحثوا عن الذين يعرضون  لكم أفلام كارتون ، ويرمون بقنابل دخان، ويعملون لكم ليلة رأس السنة زاخرة بمئات الصعادات والمفرقعات، لها صوت مدوي، ولكنها لا تجرح ذبابة...اقول  لك .... العطب في عبك ..  في ثيابك وفي جيوبك .. العطب في بيتنا ..!

فيجيبني : يعني معقول ....!

نعم معقول ونص ... أنا أنظر للنتائج التي لم نصل لها صدفة .. بل بسبق الإصرار والترصد ...

اليوم ليس يوم بكاء ولا عويل، ولا سب وشتيمة...ولا حديث وتبرير خداعي تضليلي عن المساهمين بالكارثة.. لنشخص بدقة تامة المتهمين ...ونحاسبهم بدقة، ليس من أجل التمتع بعقابهم، بل من أجل أبعادهم عن ميدان العمل ومنع شرورهم.

العدو نعرفه بل متأكدين منه ... أبحثوا عنه في بيتكم .. وبين طيات ثيابكم فقد تسللوا كالدبدان الشريطية ... كالوباء ... ساذج من يعتقد خلاف ذلك، أويقترح علينا أننا يجب أن ننصاع لقيادته ...! طيب لماذا لا تذهب وتنوح بباب من ضحك عليك وخدعك .. وشكل الفيالق لتحرير القدس ..

لأخواننا في حماس نقول ...

ـــ إيران دولة معادية للعرب والإسلام، ووالغة في دمائهم ومحتلة لبلادهم وتتاجر بقضيتكم. هذه حقيقة مؤكدة، لا أفهم لماذا تتجاهلونها ..؟

ـــ إذا كان الفرس يحترمونكم، ويحترمون محنتكم، فاطلبوا منهم الكف عن ترحيل الفلسطينيين من العراق إلى الهند والبرازيل ...! لا أن يأخذوهم لإيران، بل أن يبقوا في العراق ... على الأقل ..!

ــــ إذا كان الفرس يحترمون عقائدكم على الأقل .. أن يكفوا عن شتم وإهانة رموزكم الدينية ... لا نطلب أن يمتدحوهم .. بل أن يكفوا عن بذئ الكلام ..!

مقتل العدو

أما إذا كانوا لا يحترمونكم ولا يحترمون محنتكم، ولا يحترمون عقائدكم ... بل يقودكم للمذابح، بل يشتموكم ويتاجرون بقضيتكم ... فلماذا أنتم غاضبون إذا غدرت بكم ، فيما أنتم تشتمون الآخرين...؟

الحرب لم تثبت شيئا جديداً، معسكر العدو هو نفسه، ومعسكر الصاميتن أنتم فرضتم عليهم الصمت، العالم المحايد يتعاطف، ولكن لا أثر ماذي للتعاطف .. هذه ليست خاتمة المعارك، ستأتي غيرها، وغيرها، إلى يبلغ عمود التناقض أقصاه، فيحدث الانفجار العظيم، وهو آت لا محالة

الحرب لن تقف .. الحرب ستتوقف .. هناك هدنة، الهدنة تاخرت بسبب سوء الطقس، غدا وقف النار،.. المفاوضات جدية .. الموقف صعب، لا يزال عدد القتلى في غزة قليل ... ابشروا الهدنة قائمة .. للأسف تعطلت في آخر دقيقة .. ستسمعون هذه الكلمات كثيراً ... والحبل على الجرار ...!