إنه الإقتصاد أيها الغبي
محمود داغر
مهما كان راينا بالناخبين الاميركان ومهما كان راينا بالديمقراطية ،بل ومهما كان راينا بانتخاب ترامب وخسارة هاريس، إلا ان الفاعل الحاسم في كل ذلك هو الاقتصاد اي مصالح الناس وهي قابلة للقياس والتنبؤ: على عكس الفواعل السياسية والاجتماعية في كثير من الأحيان.
فخلال رئاسة بايدن ارتفع التضخم قريبا من 10 بالمئة وهذا يعني تآكل القوة الشرائية لدخل المواطن الاميركي وخاصة الشرائح الدخلية المنخفضة.
كما ان التضخم تسبب في ضغط القيم الاقتصادية الحقيقية إلى مستويات اداء متدنية.
ولا ننسى ان معالجة التضخم دفعت الفيدرال إلى زيادة الفائدة على جميع أنواع التمويل ورفعت بالتالي من تكلفة الحصول على المال لاغراض الاستهلاك وحتى الاستثمار والذي يعد سلوكا وممارسة مستمرة للأفراد والشركات الاميركية ، حتى وصل معدل الفائدة إلى 5.5 بالمئة للدولار مما يعني انه اعلى من ذلك في السوق وعالم الإقراض.
وادى رفع الفائدة لمستوى عال إلى ضعف التشغيل وتباطؤ العاملين الجدد.
والاهم تباطؤ في بناء وشراء المساكن لارتفاع كلفة الاقتراض للرهن العقاري.
هذه الأمور الاقتصادية كانت ضاغطة على أصوات الديمقراطيين بأمل تحسن اقتصادي على يد الجمهوريين.
خلاصة الأمر ان المصلحة interest هو المدخل للناخب والاقتصاد وأداؤه وهو افضل مقياس لبيان مدى قدرة اي ادارة في تحقيق مصالح الناس. وعلى الرغم من ان هذا لا يعني انعدام السياسة والاجتماع لكن العامل الحاسم هو الاقتصاد ولعمري انه متغير يستحق ان يكون اساس للاختيار بعيدا عن الأيديولوجيا.لذلك حمل خطاب ترامب للأمريكيين خفضا للضرائب ونهجا حمائيا تجاريا واضح لحفز الاقتصاد وتقييدا للعمالة المهاجرة.
فبعيدا عن الأيديولوجيا يصبح الاقتصاد منهجا لاختيار الأفضل كما يعتقد الناخبون وليس السياسين المؤدلجين «انه الاقتصاد ايها الغبي»