الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كفاءات ولكن

بواسطة azzaman

كفاءات ولكن

كفاح حيدر فليح 

 

نظرة فاحصة ومتأمله للواقع العراقي بعد أكثر من عشرين عام من الاحتلال والهيمنة والسيطرة على مقدراته ولا تزال صورة هذا الواقع ضبابية غير واضحة المعالم بل تزداد ضبابية أكثر، فقد اختلطت الأمور لتضارب المصالح بين المحتل والقوى السياسية التي استند اليها المحتل في إدارة البلاد والنظريات التي جاء بها وأراد تطبيقها في العراق( نظرية الفوضى الخلاقة) و( نظرية النموذج) وهذه الأخيرة أراد بها المحتل جعل العراق نموذج جديد للحكم في قلب العالمين العربي والأسلامي وجوهرها محاربة الإرهاب والتطرف(الأسلامي) ونشر مبادئ الرأسمالية( اقتصاد السوق) والديمقراطية عن طريق إقامة الانتخابات ويتم كل هذا في مشروع واحد موحد،  ولخص الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ما يجري بجمله واحدة « نشر الحرية في منطقة مضطربة «، ليكون للشركات متعددة الجنسيات والدول الغربية الحرية بأن تسيطر على مصادر ثروات وأموال العديد من الدول ومن ضمنها العراق، وما شهده العراق بعد العام 2003 من ظواهر لم يألفها المجتمع قبل هذا التاريخ أبرزها آفة الفساد وانتشار المخدرات وهي جزء من مخطط تحويل العراق لكولومبيا أو نيجيريا ليكون بلد صراعات وأزمات لا تنتهي، وجعل العراقيين مواطنيين فائضين في بلدهم وقد يضطرون للهروب وترك البلاد والهجرة إلى خارجه لأيجاد فرص عمل وحياة أفضل وبالذات للكفاءات التي تعاني التهميش فيه نتيجة استلاء الجهلة من أقرباء والمقربين والمنضوين تحت خيمة الأحزاب وسيطرتهم على مقاليد الأمور ومراكز الحكم والتحكم بخيرات البلد وجعلها محميات حزبية وعائلية بعيداً عن مميزات الخبرة والكفاءة في الإدارة والتي يصلها الإنسان نتيجة جده واجتهاده واكتساب الخبرة عن طريق العلم الذي يوظفه في مجالات العمل لخدمة الوطن. واعجباه! اتكون الخلافة بالصحابة والقرابة عملاق العقل والفكر العربي الإمام علي بن أبي طالب( عليه السلام) يقول « واعجباه! اتكون الخلافة بالصحابة والقرابة « و يوجه كلامه للمجتمع « لو سلمتم الأمر لأهله- لذوي الكفاءات- لسلمتم «، لأن من أهم حقوق المواطن على الدولة المحافظة على حقوقه واستحقاقاته في تولي المناصب الوظيفية التي تتناسب مع مؤهلاته وقدراته وبهذا خدمه لكرامة الإنسان في وطنه بعيداً عن صلات القرابة والأنتماءات الحزبية. والخراب الذي لحق بالعراق شخصه وبدقه هذا العملاق وما قاله قبل 1400 عام، خير دليل على كل ما يجري اليوم، فلو استلم أصحاب الكفاءات وكما كانوا يصرحون بان من يدير البلاد في مرحلة ما بعد 2003 هم التكنوقراط لو صح ذلك لنعمت البلاد بالسعادة والاستقرار والتماسك الاجتماعي وبذلك تتشكل بيئة اجتماعية مستقرة تسهم بمنح الدولة قوة أضافيه لتهاب من قبل المحيط الأقليمي، ومن هوان الدنيا أن يَحكم العالمُ الجاهلَ.

العدالة الاجتماعية

 من حق صاحب الكفاءة أن يتبوء المكانة التي تليق بعلمه واجتهاده وعدم مصادرة جهوده في البناء العلمي الذي خطه لنفسه والإفادة منه في بناء الوطن، وعدم تهميشه من قبل بعض المتحكمين الذين يسيطرون على مصادر القرار، وهذا جزء من العدالة الاجتماعية، فالجيل الواعي والكفوء مدعو لقيادة البلاد من المواقع الفاعله وأبعاد الجهلة عن هذه المواقع والتحكم بها،  ونأمل من وكلاء الشعب(النواب) والذين منحهم المواطن ثقته أن يدافعوا عن حقوق أفراد الشعب وحمايتها ومواجهة السلطة ومراقبتها لأن من حق الشعب مراقبة عمل السلطة لأنه مصدر السلطات( سيادة الشعب) كما يصفه جان جاك روسو. أخيراً « زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوها قبل أن تحاسَبوا « العظيم علي بن أبي طالب(عليه السلام). 

 


مشاهدات 139
الكاتب كفاح حيدر فليح 
أضيف 2024/11/09 - 1:12 AM
آخر تحديث 2024/11/22 - 1:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 55 الشهر 9526 الكلي 10052670
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير