أثر بحيرات الأسماك في جودة المياه
محمد بهجت ثامر
تعاني اغلب دول العالم اليوم ضغوطا غير مسبوقة على مواردها المائية بسبب زيادة اعداد سكانها ومن ثم زيادة احتياجاتهم المائية ، وتشير التقديرات الأممية إلى أن العالم سيواجه نقصا بنسبة (40) بالمئة بين الطلب المتوقع والإمدادات المتاحة من المياه بحلول عام 2030 ومن هنا تبرز أهمية المحافظة على المياه في العراق خصوصا بعدما أدرجت الأمم المتحدة العراق واحد من خمس دول الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية والتي تسببت بانخفاض المخزون المائي الى ادنى مستوياتها منذ عقود من الزمن. تعرف جودة المياه (Water Quality) بانها مقياس مدى ملاءمة المياه للاستخدامات المختلفة بناءِ على خصائصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية . وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فأن المياه يجب ان تكون خالية من اللون والطعم والرائحة وهناك محددات قياسية لصلاحيتها للأغراض البشرية والارواء الزراعي والحيواني والصناعي. تعد بحيرات الاسماك احد اهم مصادر الإنتاج السمكي في العراق إضافة الى المصائد الطبيعية يتم فيها تربية ورعاية أنواع معينة من الأسماك وتغذيتها وتنظيم تكاثرها وحمايتها من الامراض للوصول الى اعلى إنتاجية بأقل تكلفة في اقل فترة زمنية ممكنة . توجد في العراق حسب البيانات الحكومية بحدود(3000) بحيرة غير رسمية، والتي تعمل بمساحة تزيد عن (60) ألف دونم ، مقسمة بين حوض دجلة بحدود(2223) بحيرة، في حين بلغت أكثر من(750) في حوض الفرات أسهمت هذه البحيرات في هدر المياه من خلال زيادة المساحة المعرّضة للتبخّر وزيادة تسرب المياه بالإضافة الى تلوث المياه ومن ثم تدني جودتها وفق المحددات القياسية لصلاحياتها المختلفة ، لذلك لابد من تحديد اماكن خاصة لبحيرات الأسماك بما يتفق مع الظروف البيئي مع سن قانون رادع يحدد ويقنن استخدام المياه وفق الأساليب الصحيحة لاستخدامها بما يتفق مع سلامة البيئة مع فرض العقوبات على المتجاوزين الذين سيؤثرون على جودة المياه وكميتها.