الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لماذا لم يحصل حفيد نوري السعيد على شهادة الجنسية؟

بواسطة azzaman

لماذا لم يحصل حفيد نوري السعيد على شهادة الجنسية؟

جواد الرميثي

 

فلاح وعصام هم ابناء صباح نوري باشا السعيد ، والباشا السعيد (1888 - 1958) سياسي عراقي شغل منصب رئاسة الوزراء في المملكةالعراقية 14 مرة بدآ من وزارة 23 آذار1930 إلى وزارة 1 مايس 1958، كان نوري السعيد ولم يزل شخصية سياسية كثُرالجدل والآراء المتضاربة عنه. اضطرإلى الهروب مرتين من العراق بسبب انقلابات حيكت ضده. ولد في بغداد وتخرج الأكاديمية العسكرية التركية في إسطنبول ، خدم في الجيش العثماني واسهم في الثورة العربية وانضم إلى الأمير فيصل في سوريا ، وبعد فشل تأسيس مملكة الأمير فيصل في سوريا على يد الجيش الفرنسي ، عاد إلى العراق واسهم في تأسيس  المملكة العراقية والجيش العراقي .

كانا فلاح وعصام برفقة والدتهم الدكتورة عصمت وجدتهما نعيمة العسكري في لندن عند قيام ثورة 14 تموز1958وقدعملت والدتهم مترجمة مع اذاعة ٍٍالـ (B.B.C) البريطانية لأعالتهم .

طيار خاص

تخرج فلاح السعيد من إحدى جامعات إسكتلندا طيارا مثل أبيه , ثم عمل طياراخاصا للملك حسين ملك الأردن , وإنتقل الى مؤسسة عالية للطيران بعد ذلك , حتى وفاته بسبب حادث سيارة , حيث أقيم له تشييع ملكي مهيب ودفن في المقبرة الملكية الأردنية بأمرمن الملك , وحتى وفاته، كان يسافر بجواز سفر عراقي ، كونه لم يسع للحصول على جنسية بلد غيرالعراق طيلة حياته.

أماعصام السعيد فقد تخرج مهندسا معماريا من جامعة كمبريدج , وله عدة مؤلفات منشورة في مجالات الفكروالعمارة والفنون , ولعصام حكاية ذات مغزى مع جمهورية العراق , فالبرغم من كونه كان حريصا على عراقيته ومهما كان حالها أو وضعها , ولم يسع للحصول  على جنسية بلد غيرالعراق ، إلا أنه تلقى عام 1985 كتابا من السفارة العراقية في مايلي نصه: (لقد أعلمتنا مديرية الجنسية والأحوال المدنية أنه تعذرعليها العثورعلى  حصول نوري السعيد أو ولده صباح على شهادة الجنسية العراقية برغم التحريات الدقيقة والإستفسارمن جهات عدة ). تصوروا ... رئيس وزراء العراق الذي شغل هذا المنصب 14 مرة لا توجد سجلات تثبت انه عراقي !!!!

كان لوقع هذ االكتاب على نفس عصام وقع الصاعقة , فقد كانت الحكومة العراقية بذلك تجبره على التخلي عن آخرمايربطه بالعراق .. وهومجرد وثيقة جنسيته العراقية !!! قدم إعتراضا الى السفارة العراقية , وبعد أخذ ورد ، تم تجديد جوازسفره العراقي , لكن وقع الحكاية عليه , كان مدمرا معنويا , لذلك بدأت تنتابه نوبات من إرتفاع الضغط والتي لم تستجب للعلاج بسبب نفسه المرهفة وحساسيته المفرطة وهوّل الأحداث التي مرّت على عائلته وجحود العراق بحقوق أبنائه برغم عدم عقوقهم , كل ذلك سبب له حزنا دائما أثرعلى صحته بشكل كبيرولم يتمكن من تحمل المزيد من العذاب , وفي العام 1988 إرتفع ضغطه أثناء نومه , وفاضت روحه الى بارئهاوهولم يتم عامه الخمسين بعد .

 


مشاهدات 252
الكاتب جواد الرميثي
أضيف 2024/11/09 - 1:01 AM
آخر تحديث 2024/11/13 - 11:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 233 الشهر 5449 الكلي 10048593
الوقت الآن
الأربعاء 2024/11/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير