الحكومة تواجه خطر الإنبعاثات السامة بحلول مستدامة
البيئة: خلو المصانع من إلتقانات أدى إلى زيادة التلوّث
بغداد- ابتهال العربي
رجح وكيل وزارة البيئة، جاسم الفلاحي، ارتفاع نسبة التلوث، لغياب التقانات الحديثة في المعامل الصناعية، مؤكداً ان اهم أسباب التلوث يتعلق بحرق النفايات في مكبات الطمر غير الصحية.
وضع حلول
وقال الفلاحي في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (اجتماعاً وزارياً للجهات المعنية ناقش وضع الحلول لمواجهة ازمة التلوث، وإدخال التقنيات المناسبة الى المصانع حسب توجيهات رئيس الوزراء).
مبيناً ان (وزارة النفط أبدت استعدادها لتزويد تلك المصانع بوقود الغاز المسال الصديق للبيئة)، وأشار الى ان (الهدف الحقيقي هو تقليل احمال الملوثات البيئية وتأثيراتها على المدن، لاسيما في بغداد)، وأوضح الفلاحي ان (العاصمة مدينة مكتظة سكانياً، وتشهد مشاريع تطوير البنى التحتية والاختناقات المرورية، وذلك يتطلب المزيد من الاعمال الاولية والطابوق الذي تنتجه المعامل، وبالنتيجة ذلك يتطلب معالجات للتلوث الناتج من حركة المعامل)، بحسب تعبيره، لافتاً الى ان (وزارة البيئة تسعى الى تكريس الجهود في تحسين جودة الهواء، وتقليل نسبة الانبعاثات الضارة واليات الحرق)، وأضاف ان (الوزارة تشجع على ادخال تقانات حديثة تراعي المحددات البيئية، ومخلفات التلوث وتأثيراتها على صحة الانسان)، مردفاً بالقول ان (الحروب المتكررة وعدم الاقتصاد وتحديات الاقتصاد، وعوامل أخرى أدت الى تراجع الواقع البيئي).
واكد الفلاحي ان (العراق يشكو من تقادم التقنيات المستخدم في المعامل)، وبشأن انتشار السحب الضبابية التي شكا منها أهالي بغداد، نوه الى ان (حرق النفايات هو السبب المباشر والاساس في تزايد سحب الدخان الملوثة في مكبات الطمر غير الصحي بالعاصمة، لاسيما في النهروان ومعسكر الرشيد والنباعي والتاجي).
من جانبهم، وصف خبراء في مجال البيئة، الاجراءات الحكومية المتخذة لتقليل الانبعاثات السامة ومعالجة التلوث بالضعيفة، وسط واقع بيئي ينذر بتفاقم الازمة، لافتين الى اهمية ايجاد حلول حقيقية لمنع تزايد انبعاث الغازات السامة. واكدوا امس ان (سكان بغداد والمدن المجاورة، يعيشون في اجواء غير مريحة ومستقرة وهم يستنشقون الهواء الملوث)، مبيناً ان (نسبة الغازات السامة ارتفعت بموجب الخروقات البيئية والتحديات المناخية).
وبشأن انخفاض نسبة التلوث وصفاء هواء بغداد، اوضح الخبير عدنان الطائي ان (ملايين الاشخاص يعيشون في حالة قلق مستمر بسبب مشكلة تلوث الهواء، ورائحة الكبريت وتبعات استنشاقها المضرة بالصحة)، مشيراً الى ان (عدة عوامل أدت الى تأثر الهواء ابرزها التجاوزات البيئية المتمثلة بحرق النفايات وانتشار القمامة، وكذلك ارتفاع اعداد السيارات لاسيما في بغداد، والتي تجاوزت مليوني سيارة)، على حد قوله، منوهاً الى ان (هذه الاعداد كبيرة، ومنها ذات محركات قديمة وتنفث سمومها من عوادم مستهلكة)، واضاف ان (زيادة نسبة سكان العاصمة الذي وصل نحو 11 مليون يؤثر في افراز نسبة ليست بالهينة من ثنائي اكسيد الكربون).
مواد البناء
مردفاً بالقول ان (عوامل اخرى اسهمت الى حد بعيد باستفحال هذه المشكلة، وهي نشاطات المعامل، خصوصاً مصانع مواد البناء التي تستخدم الوقود القديم النفط الاسود)، وشدد الطائي على (ضرورة اداء الحكومة ووزارة البيئة واجبها بصورة حقيقية وفعالة للتصدي لهذه الازمة، التي باتت تشكل مصدر تخوف وقلق الملايين من سكان بغداد، تزامناً مع اصدار توجيهات من قبل الجهات المعنية دون حلول)، وفقاً لتعبيره.
واوعز رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، في وقت سابق، بتشكيل لجنة لدراسة حالة التلوث وتكرار انبعاث رائحة الكبريت المنتشرة في بغداد والمحافظات المجاورة، وبيان أسبابها ومعالجتها. وتتطلع الحكومة الى المضي بالمبادرة الوطنية العليا لدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات. وبحسب بيان حكومي فإن (اجتماعاً حكومياً ضم وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، ورئيس وأعضاء المبادرة من الوزارات ذات العلاقة، والباحثين المختصين بالبيئة، ناقش أهمية تفعيل دور الشرطة البيئية، واختيار افرادها بعناية، واخضاعها لبرامج تدريب اختصاصية مكثفة لممارسة المهام المطلوبة)، ووجه الشمري بأن (تكون ذات مهام تعنى بتطبيق معايير المحافظة على البيئة، وتنسجم مع أهداف حكومة الخدمة).