المنطقة في ظل قواعد الاشتباه

مصطفى حمزة مصطفى

حرب الرسائل توشك على نهايتها، فما بين الضربتين الايرانية والاسرائيلية الكثير من الرسائل المبطنة لكلا الطرفين. فالضربة الايرانية أظهرت نوعاً جديداً من ميزان القوى وهي تعزيز لعقيدة ايران العسكرية التي اشتهرت بها مؤخراً، وأعني “عقيدة الاغراق الصاروخي” الذي يشاغل منظومات الدفاع الجوي ليسبب اكبر قدر ممكن من الضرر. والكيان الاسرائيلي رد بقصف معامل انتاج الوقود الصلب الذي يُستخدم في صناعة هذه الصواريخ بالاضافة لقصف منظومات دفاع جوي ايرانية. القراءة الاولى لهذين الردين نجد أنها حرب لاستعراض القوة ولا نية لطرف بتوسيعها. اسرائيل التي ابادت فلسطين ولبنان تحت انظار دول العالم أجمع وباشراف من الولايات المتحدة، هم أنفسهم الآن يحاولون منع اندلاع حرب اقليمية بين اسرائيل وايران لان مصير هذه الحرب هي نهاية الشرق الاوسط.  وبالعودة الى موازين القوى، فكلا الطرفين يتعاملان وفق الاهزوجة الشهيرة “مالك هيبة يالمالك شر”، وهي دائما معادلة الاقوياء. ويبقى هنالك طرفان في هذه المعادلة:  الاولى هو المجتمع الدولي الذي لا ينظر الى ضحايا هذه الحرب في لبنان وفلسطين، بل يصوب انظاره الى المصالح التي سوف تدمر في حال اندلعت حرب اقليمية موسعة. اما الثانية فهي الدول التي لا تملك لا ارادة ولا سيادة ويتحكم بها الفاعل الدولي.

والنتيجة هي توقيع الجميع على “قواعد اشتباه”  جديدة تضمن لكل الاطراف عدم المساس بالامن القومي وقتل اكبر قدر ممكن الابرياء.