أحاسيس مبهجة
علي الخالدي
كنت اليوم الجمعة في الحلة في ضيافة صديق ليس كأي صديق وهو الفنان الكبير البروفيسور الدكتور صفاء السعدون أستقبلنا في بيته الشاهق بأهله الكرام و العابق بأريج لوحاته من إبداع فرشاة فنان ماهر مفتان اسمه دكتور صفاء ما أن تدخل حتى تشعر بأنك وسط واحة تتدلى عليك أغصان تضحك أزهارها بالألوان والظلال ومثقلة بالاحاسيس الإنسانية بين مبهجة و محزنة إن العشرات من اللوحات المعروضة في المرسم أو الصالة صورت حقب قمع ومحن ذاقت ويلاتها قلوب عراقيين وعراقيات أرعبتها أزمنة الخوف فطفح الهلع على وجوهها فادلهمت واجمة لقد رسم الدكتور السعدون أزمنة العتمة ببراعة تجعلك تشعر بالرهبة والخوف وإلى جوار تلك اللوحات الداجية كانت هنالك بحيرات ضوء تتدفق من وجوه لنسوة عراقيات جنوبيات غرقاوات بجمال سومري عشتاري متوراث تجلى في لمى الشفاه وبرونزية الخدود وما نثر الله عليها من ملحه وقمحه وسمرة شموسه وقد غطى رؤوس بعضهن بقطع من قماش الليل وحين تقترب من إحدى النساء العراقيات المرسومات و تنظر إليها حتما ستستحضر قول من قال ( تزيدك حسنا كلما زدتها نظراً ) لقد كان يوما ممتعا في ضيافة صديق حميم بيننا صلة رحم الكلمة واللون والضوء والتنوير قد استجبت لدعوته وانتظر أن يستجيب لدعوتي له وعائلته لزياتنا في بيتنا في أقرب جمعة كي أنثر الورد والأشواق في دربه مع عائلته الفاضلة من الحلة الفيحاء إلى النجف الأشرف.