إستراتيجية خاصة بالمخلفات

باحثون يستعملون النفايات البلاستيكية لإنتاج الخرسانة

السليمانية - باسل الخطيب

نجح فريق بحثي كردي في إعادة استخدام النفايات البلاستيكية في إنتاج الخرسانة، بما يؤمن بديلاً صديقاً للبيئة ويعالج ندرة الموارد الطبيعية، ودعا لتبني استراتيجية خاصة بجمع النفايات والتعامل معها للحد من خطرها البيئي وضمان الاستفادة منها.

خطر النفايات

وقال رئيس الفريق المهندس د. أحمد صالح محمد، إن المواد البلاستيكية «تشكل نحو 35 بالمئة من النفايات ما يشكل خطراً بيئياً عالمياً متفاقماً لاسيما أنها صعبة التحلل»، مشيراً إلى أن فريق البحث «المؤلف من سافا دلاور قباد ويسر عقبة الجبوري ورابر فرج الطلاب في المرحلة الثالثة بقسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية فكر بكيفية استعمال النفايات البلاستيكية كبديل للرمل والحصى المستعملة في تصنيع مواد البناء لاسيما الخرسانة».

وأضاف التدريسي في كلية الهندسة بالجامعتين الأمريكية والسليمانية، أن الخطوة الأولى «تمثلت بالاطلاع على التجارب العالمية المتعلقة بكيفية التخلص من النفايات البلاستيكية الخطرة على البيئة والاستفادة منها»، مبيناً أن الفريق «وجد أن الطريقة الأفضل تتمثل بتكسير المواد البلاستيكية بأحجام مختلفة لتكون بديلاً عن الرمل والحصى في إنتاج الخرسانة لقلة تأثيرها على مواصفات الكونكريت الناتج».

وأوضح أن الفريق «تابع طريقة جمع النفايات البلاستيكية وكيفية التعامل معها في المنشآت الهندسية من حيث التنظيف والغسل وفصل العناصر الكيميائية الموجودة فيها وكثافتها وكيفية تقطيعها بحيث تكون مطابقة للمواصفات الهندسية لحجم الرمل أو الحصى المستعمل في إنتاج الخرسانة ومن ثم كيفية إضافتها بنسب مختلفة لخلطة الكونكريت»، لافتاً إلى أن الخطوة الأخرى «تمثلت بقياس مواصفات الخرسانة المدعمة بالبلاستك بأزمان مختلفة ومقارنة النتائج مع نظيرتها غير المدعمة لتقويم التأثرات السلبية والايجابية لإضافة المواد البلاستيكية على الخرسانة».

نتائج مشجعة

وأكد د. أحمد صالح محمد، المولود لأب من كركوك وأم من السليمانية، أن النتائج المستخلصة كانت «مشجعة عموماً برغم ملاحظة انخفاضاً في الخواص الصلبة للخرسانة المعدلة بنسبة تتراوح بين 15-25 بالمئة عند إضافة ما نسبته 20 بالمئة من المواد البلاستيكية»، منوهاً إلى أن الخرسانة المدعمة بالمواد البلاستيكية «يمكن أن تستعمل في المشاريع الإنشائية التي تحتاج خرسانة ذات أحمال منخفضة كرصف الطرق وأغطية فتحات المجاري على سبيل المثال لا الحصر».

وتابع أن الخرسانة المدعمة بالمواد البلاستيكية تمثل «نهجاً قابلاً للتطبيق والتنفيذ في المستقبل لتميزها بكونها ذات مواصفات إنشائية مقبولة وبخفة الوزن وقلة التكلفة مقارنة بنظيرتها غير المدعمة فضلاً عما لها من فوائد في إدامة الموارد الطبيعية وحماية البيئة»، مستدركاً لكن «التوسع باستعمال النفايات البلاستيكية يعتمد على كيفية تجميعها والتعامل معها وتقطيعها بالأحجام المطلوبة ما يتطلب وجود أجهزة أو معدات خاصة لهذا الغرض وقبول مجتمع الأعمال من مهندسين ومقاولين لفكرة استعمالها».

بدورها قالت عضوة الفريق يسر الجبوري، إن دمج النفايات البلاستيكية بالخرسانة «يمكن أن يحدث ثورة في عمليات البناء من خلال توفير بديل صديق للبيئة يعالج ندرة الموارد الطبيعية والضرر البيئي في آن معاً»، في حين قالت زميلتها سافا دلاور، إن المهندسين «مطالبين دوماً بإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل التي تواجه العالم لاسيما في مجال البيئية».

ودعا رئيس الفريق البحثي، إلى ضرورة «تبني استراتيجية خاصة بجمع النفايات والتعامل معها بما يحد من خطرها البيئي ويؤمن الاستفادة منها»، مؤكداً على أهمية «تشجيع المواطنين على فرز النفايات والتخلص منها بطرق سليمة وتشجيع الباحثين على إجراء المزيد من البحوث الخاصة بمعالجة النفايات وتدويرها».

وذكر د. أحمد صالح محمد، أن البحث «نشر بتاريخ 24 حزيران 2024 في مجلة Journal of Building Pathology and Rehabilitation التي تصدر في سويسرا وتتميز برصانتها وبكونها مفهرسة في قاعدة بيانات سكوبس  scopus  العالمية»، مستطرداً أن البحث «اعتمد كمصدر من قبل أكثر من 20 باحثاً في مختلف دول العالم».

يذكر أن د. أحمد صالح محمد، حاصل على شهادة البكالوريوس والماجستير من الجامعة التكنولوجية في بغداد عامي 2000 و2003 على التوالي، والدكتوراه وما بعدها من جامعة تكساس الأمريكية عامي 2014            و2016 على التوالي، وأن له أكثر من 250 بحثاً منشوراً في دوريات علمية عالمية، فضلاً عن كونه من ضمن أفضل 2بالمئة من العلماء العالميين في مجال الهندسة المدنـــــــــــية للأعوام الأربعة الأخيرة.