الدبلوماسية الاسلامية
قاسم المعمار
هذه نبذة تاريخية ًمن بداية الدبلوماسية الاسلامية التي تجلت من قيام الرسول الاعظم محمد صل الله عليه وسلم في استكمال بناء الدولة الاسلامية وتنظيم اواصر علاقاتها الخارجية في اطار نشر الدعوة للدين الجديد .وجاء هذا التحرك الشجاع في اوج عظمة وانتشار الدين الاسلامي ومفاهيمه الانسانية التي اعتمدت الوحدانية لله تعالى ونبذ الشرك.فقد ارسل صل الله عليه وسلم شجاع بن وهب الاسدي الى شمر بن الحارث ملك الغساسنة في الشام .وحطاب بن ابي بلتعه الى المقوقس صاحب مصر وعمر بن العاص الى جيفر وعباد في عمان وارسال دحية الى قيصر ملك الروم
وعمر بن امية العمري الى النجاشي في الحبشة والعلاء بن الحضرمي الى المنذر بن سادس العبادي واهل البحرين .كما ارسل الرسول الكريم المهاجر بن امية المخزومي الى حارث بن عبد هلال ملك اليمن وعبدالله بن حذافة الى كسرى ملك الفرس واستهدفت هذه الوفود الاسلامية في دبلوماسيتها بناء افضل العلاقات الثنائية مع هذه الاقطار وحكامها ومنحهم فرصة نشر وقبول الدين الجديد دين المحبة والايمان والتسامح مابين المحبة والرفض .تميز موفدوا الرسول بالشيء الكبير والكثير من الكياسة والمعرفة واللباقة والاقناع للمقابل اسوة بأخلاقية واداب سيدنا الرسول الكريم .. وقد نجحوا هؤلاء الافذاذ في مساعيهم الوطيدة واعطاء صورة ناصعة للدين الجديد .وهذا اول بل نواة العمل الدبلوماسي للخارجية الاسلامية محققة نجاحات رائدة على اصعدة الحضور والاقناع والحوار والشجاعة الادبية لذلك اتسعت رقعة هذه الدولة الايمانية الوليدة لاطراف شمال افريقيا والاندلس وشرق وغرب حتى وصلت الصين وشمال تركيا والاناضول .