سنة واليوم التالي فلسطينياً لبنانياً
جاسم مراد
على وفق كل المؤشرات الميدانية ، ومرور سنة على حرب غزة ، اصبح اليوم التالي الإسرائيلي ، قضية خارج حسابات الميدان ، هذا ما يؤكده الخبراء والمحللون العسكريون الإسرائيليون ، فالمقاومة الفلسطينية في غزة وفي المقدمة حماس تدرك بأن الصراع مع إسرائيل ، ليس مرهوناً بقضايا انية واجرائية يمكن معالجتها بصياغات أمريكية قلما تسقط عندما تكون المفاضلة بين الفلسطينيين أصحاب الحقوق والكيان الإسرائيلي الغاصب لهذه الحقوق ، فالانحياز اكيد ودعم الإبادة لشعب غزة مشترك ، لذا فاطراف المقاومة ومعهم شعب غزة اعدوا عدة الكفاح المستمر تحت رمال غزة وفوقها ، وهم يدركون ويعرفون ايضاً إن العالم الذي غسل يديه من حقوق الشعوب وان الأمم المتحدة تحكمها قضيتان لا ثالث لهما الأولى شرط الفيتو الذي يعطل كل ما يخص مصالح وحقوق الشعوب والثاني قرارات الاجتياح والغزوات كلما تطلبت المصالح الامريكية مثلما حدث ذلك في غزو العراق وتدمير ليبيا ومحاصرة سوريا .
معركة طوفان الأقصى ، افاقت الشعوب الأوروبية وجعلت فلسطين قضيتها كونها مسألة حقوقية ووطنية وإنسانية ، وان ما يجري من إبادة فعلية ضد الأطفال والنساء وعموم المواطنين قضية تخص كل من له ضمير واحساس في هذه الكونية ، كما إنها فتحت النوافذ المغلقة أمام العديد من دول العالم التي ادركت من انه لابد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ، وحدث ذلك للعديد من دول العالم في أوروبا خاصة وفي أمريكا اللاتينية ، لذلك لابد من ادراك الحقائق التي اكدت من إن حرب غزة المستمرة منذ سنة واستخدمت فيها احدث أنواع الأسلحة الإسرائيلية الامريكية الأوروبية والتي تزن تزن القنبلة الواحدة منها اكثر من الفي رطل ، هي معركة تحرر وطني لا يمكن الاجهاز عليها ولا يمكن ايضاً وقف امتداداتها وتأثيراتها في منطقة الشرق والعالم دون ان تحقق أهدافها في التحرر والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة الحقوق .
لقد ادركت اطراف مهمة في الاتحاد الأوربي ذلك ، وتستغفل هذه الحقاق كعادتها واشنطن ، وعلى وفق ذلك فأنه لم يعد بمقدور إسرائيل مهما توغلت اكثر في الاجرام والابادة للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان حاضنة المقاومة أن تحقق ما تسمية باليوم التالي والذي يعني إبادة شعب غزة والقضاء على حماس ، وهما شرطان يعبران عن خيبة نتن ياهو لأنهما لا يمكن تحقيقهما ، فحماس والمقاومة كما عبر عنهما الناطق الرسمي العسكري الإسرائيلي ، هما فكرة وعقيدة ومقاومة راسخة في عقول الفلسطينيين ، وان استمرار الحرب هو اشبه بذر الرماد في العيون . وحماس بعد سنة من الحرب تمطر تل ابيب بالصواريخ وتوقع مئات القتلى بصفوف قوات إسرائيل وهذا يعني ان المقاومة بخير في القتال والامكانيات والقيادة والسيطرة ، إذن الوصول لهذا التصور العسكري يعكس حجم الخسائر في الجيش الإسرائيلي وقدرة المقاومة على استنزاف جيش الاحتلال .
يستطيع الكيان الإسرائيلي تدمير الاحياء السكنية والمدن والبنى التحتية ، لكنه لا يستطيع ابداً اجبار الفلسطينيين على الهجرة والرحيل من ارضهم ، هذه الأفكار المؤيدة من بعض الاطراف في العالم والمنطقة قد الغتها نهائياً دماء الأطفال والنساء وصمود وبسالة المقاومة المسلحة في غزة تحديداً وفي الضفة
لبنان ومتغيرات الحرب
الغربية ، إذن اليوم التالي الإسرائيلي سقط ، وبقي يوم الاستنزاف الفلسطيني لقوات الاحتلال والغزو الصهيوني . ولكن هذا الوضع ونتيجة للعنصرية الإسرائيلية ، هل يدفع بنتن ياهو الى خيار الحرب ضد لبنان ، نعم بدأت وستكون النتائج للميدان وحزب الله علمنا بالتخطيط والصلابة والميدان هو القادر ، فأزمة الفشل في تحقيق اهداف الحكومة المتطرفة الإسرائيلية في غزة مستمرة ، احتمالية ان يدفعها بتوسيع الحرب في اكثر من مكان ومنها ايران واليمن والعراق وسوريا ، ولكن السؤال المطروح ، هو ماهو الموقف العربي والدولي والإسلامي من ذلك .. ؟
كل الوقائع وما يحدث في الميدان وضرب المواقع الاقتصادية والبنيوية والعسكرية الإسرائيلية تعطي مؤشرات بل تأكيدات بأن الحرب تؤكد ليس بمقدور إسرائيل حماية نفسها . فالمقاومة اللبنانية الان تمتلك من الإمكانيات العسكرية الردعية والهجومية بالإضافة الى ايمان وشجاعة المجاهدين ستغير كثيرا من موازين القوى وتجعل أطرافا دولية وإقليمية الدخول فيها ، وهذا ما تحذ ر منه الولايات المتحدة الامريكية وتخشاه ايضاً ، فمحور المقاومة واطراف أخرى ستدخل في هذه الحرب خاصة إذا ما تم الإيغال في تدمير البنى التحتية للبنان عبر الطيران الحربي الإسرائيلي ، وبالتأكيد سيقابله تدمير المدن الاسرائيليه وهجرة الالاف من الإسرائيليين ، إذن حرب اليوم هي الفاصلة في الشرق الاوسط والعقول العنصرية الحامية في حكومة نتن ياهو ستحمل معها الكثير من المتغيرات ، وبذلك سيكون الحل الأكثر رجاحة هو وقف الحرب في غزة والاتفاق على مشروع الرئيس الأمريكي السيد بايدن والاقرار بمشروعية ماطرحته حركة حماس والمقاومة الفلسطينية ، وقف الحرب والانسحاب من غزة وعودة سكانها الى أماكن سكناهم وتبادل الاسرى وبناء مادمره الاحتلال ..