فاتح عبد السلام
سيكون العراق من حيث الأجواء والأرض أيضا، المجال الحربي الأكبر في المواجهة بين ايران وإسرائيل، هذه حقيقة شاخصة ناجزة، لكن يجري الالتفاف عليها وتجاهلها او تجميلها في معاينة موقع العراق وقدراته في هذا الصراع.
من حيث الواقع العملياتي في الحرب، هناك انخراط واضح ومعلن على الارض لـ» جانب عراقي» العنوان والتوجه والتحرك في الحرب المباشرة ضد أهداف إسرائيلية، وربما أمريكية لاحقاً.
أمّا من حيث القصف الجوي الصاروخي فإنّ العراق مفتوح الأجواء بحسب ما رأينا في عبور الصواريخ البالستية الإيرانية نحو إسرائيل، وانه سيكون كذلك امام اية عمليات إسرائيلية تستهدف الرد على ايران.
امام هذه الحقائق، تسقط كل التصريحات الرسمية المتكررة منذ سنتين في الأقل بشأن رفض العراق ان يكون ساحة أو ميداناً في ارضه واجوائه لأي صراع في المنطقة. من خلال الوقائع يبدو ان العراق الرسمي ليس له أية إمكانية لينأى بنفسه عن الصراع الفعلي، كما انه لا يمتلك أسباب منع تحرك أطراف على ارضه في عمليات عسكرية خارج قرار الدولة العراقية، كما كانت تحركات حزب الله خارج إرادة الدولة اللبنانية، وها نحن نرى نتائج الدمار في كل مكان في حرب لا يوجد في لبنان أي استعداد لها، سوى الخزين الصاروخي الكبير لفريق واحد وفي بقعة جغرافية جزئية من عموم الأرض اللبنانية.
السؤال الحيوي، هو لماذا لم تستطع اية حكومة عراقية في خلال عقدين من الزمان الجديد أن تلبي الحاجات الفعلية لإمكانات حماية الأجواء العراقية من خلال تسليح يناسب وضعنا القلق في الخاصرة الرخوة. هناك جواب حقيقي وفعلي، ولكنه ليس كافياً، وهو انّ الدول المعنية بالتسليح تضع شروطا على توريد السلاح بحسب وضع العراق وانخراطه في منظومة الشرق الأوسط الجديد، وإلا ماذا كانت الحاجة لإسقاط نظام سياسي وجلب نظام جديد بديل له وتحمل كل مفاسده و»تلفياته” المخزية.
مع انطلاق أول مسيرة وصاروخ من الأرض العراقية نحو هدف في الجولان او إسرائيل، كان البلد قد دخل الحرب فعلياً في خارطة بيانات العمليات العسكرية الإسرائيلية، وليس من حيث الاستعداد السياسي والعسكري الحقيقي لبلد متعب ومنهوب ومتأرجح لا يمتلك اقتصاد سلم ولا أقول اقتصاد حرب.
هناك تفاصيل ستشاهد على الشاشات أفضل من أن يتم التكهن بها.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية