الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دخلنا‭ ‬الحرب

بواسطة azzaman

دخلنا‭ ‬الحرب

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

‭ ‬سيكون‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأجواء‭ ‬والأرض‭ ‬أيضا،‭ ‬المجال‭ ‬الحربي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬ايران‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬شاخصة‭ ‬ناجزة،‭ ‬لكن‭ ‬يجري‭ ‬الالتفاف‭ ‬عليها‭ ‬وتجاهلها‭ ‬او‭ ‬تجميلها‭ ‬في‭ ‬معاينة‭ ‬موقع‭ ‬العراق‭ ‬وقدراته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭.‬

من‭ ‬حيث‭ ‬الواقع‭ ‬العملياتي‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬هناك‭ ‬انخراط‭ ‬واضح‭ ‬ومعلن‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬لـ‮»‬‭ ‬جانب‭ ‬عراقي‮»‬‭ ‬العنوان‭ ‬والتوجه‭ ‬والتحرك‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬المباشرة‭ ‬ضد‭ ‬أهداف‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬وربما‭ ‬أمريكية‭ ‬لاحقاً‭.  ‬

أمّا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬القصف‭ ‬الجوي‭ ‬الصاروخي‭ ‬فإنّ‭ ‬العراق‭ ‬مفتوح‭ ‬الأجواء‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬رأينا‭ ‬في‭ ‬عبور‭ ‬الصواريخ‭ ‬البالستية‭ ‬الإيرانية‭ ‬نحو‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وانه‭ ‬سيكون‭ ‬كذلك‭ ‬امام‭ ‬اية‭ ‬عمليات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬تستهدف‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬ايران‭.‬

امام‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق،‭ ‬تسقط‭ ‬كل‭ ‬التصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬المتكررة‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬في‭ ‬الأقل‭ ‬بشأن‭ ‬رفض‭ ‬العراق‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬ساحة‭ ‬أو‭ ‬ميداناً‭ ‬في‭ ‬ارضه‭ ‬واجوائه‭ ‬لأي‭ ‬صراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوقائع‭ ‬يبدو‭ ‬ان‭ ‬العراق‭ ‬الرسمي‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أية‭ ‬إمكانية‭ ‬لينأى‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬الصراع‭ ‬الفعلي،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬أسباب‭ ‬منع‭ ‬تحرك‭ ‬أطراف‭ ‬على‭ ‬ارضه‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬خارج‭ ‬قرار‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تحركات‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬خارج‭ ‬إرادة‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نرى‭ ‬نتائج‭ ‬الدمار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬أي‭ ‬استعداد‭ ‬لها،‭ ‬سوى‭ ‬الخزين‭ ‬الصاروخي‭ ‬الكبير‭ ‬لفريق‭ ‬واحد‭ ‬وفي‭ ‬بقعة‭ ‬جغرافية‭ ‬جزئية‭ ‬من‭ ‬عموم‭ ‬الأرض‭ ‬اللبنانية‭.‬

السؤال‭ ‬الحيوي،‭ ‬هو‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬اية‭ ‬حكومة‭ ‬عراقية‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬تلبي‭ ‬الحاجات‭ ‬الفعلية‭ ‬لإمكانات‭ ‬حماية‭ ‬الأجواء‭ ‬العراقية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليح‭ ‬يناسب‭ ‬وضعنا‭ ‬القلق‭ ‬في‭ ‬الخاصرة‭ ‬الرخوة‭. ‬هناك‭ ‬جواب‭ ‬حقيقي‭ ‬وفعلي،‭ ‬ولكنه‭ ‬ليس‭ ‬كافياً،‭ ‬وهو‭ ‬انّ‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬بالتسليح‭ ‬تضع‭ ‬شروطا‭ ‬على‭ ‬توريد‭ ‬السلاح‭ ‬بحسب‭ ‬وضع‭ ‬العراق‭ ‬وانخراطه‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد،‭ ‬وإلا‭ ‬ماذا‭ ‬كانت‭ ‬الحاجة‭ ‬لإسقاط‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬وجلب‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬بديل‭ ‬له‭ ‬وتحمل‭ ‬كل‭ ‬مفاسده‭ ‬و»تلفياته‭” ‬المخزية‭.‬

مع‭ ‬انطلاق‭ ‬أول‭ ‬مسيرة‭ ‬وصاروخ‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬العراقية‭ ‬نحو‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬الجولان‭ ‬او‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كان‭ ‬البلد‭ ‬قد‭ ‬دخل‭ ‬الحرب‭ ‬فعلياً‭ ‬في‭ ‬خارطة‭ ‬بيانات‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاستعداد‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬الحقيقي‭ ‬لبلد‭ ‬متعب‭ ‬ومنهوب‭ ‬ومتأرجح‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬اقتصاد‭ ‬سلم‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬اقتصاد‭ ‬حرب‭.‬

‭ ‬هناك‭ ‬تفاصيل‭ ‬ستشاهد‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التكهن‭ ‬بها‭.‬

 

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 302
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/10/08 - 3:52 PM
آخر تحديث 2024/12/18 - 9:15 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 320 الشهر 9034 الكلي 10065129
الوقت الآن
السبت 2024/12/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير