مسلّسل الجنة والنار بعيون أبناء مدينة الناصرية

بيت الدراما في ذي قار يخلق سوقا جديدة

بغداد - ياسين ياس

الناصرية - طالب الموسوي

وجوه شابة تطالعنا على الشاشة الصغيرة ومن الملفت للنظر،ان تلك الوجوه لها طاقات فنية متعددة في أداء الادوار،في الدراما والمسرح، والممثلة اسراء ياسين تؤدي عملها بتلقائية، تدرس الصنعة قبل الاداء بشكل جيد، عملت في العديد من المسلسلات التلفزيونية والمسرح، كان آخرها مسلسل(روح) للمخرج حسن حسني والذي عرض في رمضان الماضي .

التقتها (الزمان) لتسألها  عن احدث اعمالها فاجابت قائلة(انه مسلسل(الجنة والنار )تأليف واخراج مصطفى الركابي، تدور احداث المسلسسل في إحدى القرى،على شخصية شيخ العشيرة هو الصرالقاع بين الحق والباطل،المسلسل من جزىين، الاول ،إيام السود،يتالف من 11 حلقة،و المسلسل صور في محافظة ذي قار وهو من إنتاج بيت الدراما في الناصرية ، يتناول صراع الخير ضد الشر، وتدور احداث الفيلم حول اخ واخته يعانيان من عدة مشاكل يضطران للسفر، ليدخل الأخ في صراع كبير مع ابن عمه المتسلط على رقاب الناس ).،ومن احدث اعمالي (الايام ،الحمر)، يتالف من عشرحلقات ،دوري في المسلسل شخصية ،غدير،ام علي، جنة إحدى العوائل، كان لها دور كبيرفي الحفاظ على تماسك العائلة والوصول بها إلى بر الامان). وعن (الجنة والنار) تحدث الناقد محمد عمر قائلا(شاهدت من المسلسل حلقات عدة، انه عمل مهم على اكثر من صعيد،خمس حلقات كفيلة ان تقول،نحن أمام هوية درامية عراقية جديدة،وانا فرح عندما  أرى الناصرية تتالق هكذا). ويمثل المسلسل انعطافة وقفزة مهمة في تاريخ الدراما العراقية، والتي وضع اللبنة الاولى لها بيت الدراما في مدينة الناصرية والذي استطاع أن يخلق سوق درامي جديد  ويخرجه من عباءة العاصمة ليتم إنتاجه في مدينة الفن والأدب والثقافة  تصويرا وتأليفا واخراجا وتمثيلا، لتتجول كامرته في مناطق الشطرة والعكيكة وسوق الشيوخ بالإضافة إلى مركز المدينه بمشاركة أكثر من 164 ممثلا وفنياً أغلبهم من أبناء المحافظة.

مضمون القصة

و يقول الكاتب المسرحي محمد الحسيناوي أن( هناك ملاحظات كثيرة تشمل مضمون القصة وتصدير الجانب المظلم الفردي مع تخيم الحدث وجعل مدينة الناصرية غرفة مظلمة تحيطها غرف أخرى أكثر سوءا منها فكرة العمل اعتمدت بشكل كبير على مخيلة كاتب لجلب الانتباه دون معرفته بالإساءة التي يمكنها ان تعمم على مدينة بعشائرها واخيارها).واضاف (للأسف انطبعت صورة في ذهن المشاهد ان الناصرية محكومة بالتخلف والجهل لم تقتصر على الارياف بل حتى المدينة كون الصراع داخل المركز، بحاجة إلى إظهار وجه الناصرية الحقيقي الطيبة النخوة الرجولة المحبة).مبينا أن( الحقيقة عند مشاهدة المقدمة قلت بان ملفات الفساد ستذكر بالأسماء سأقتل سأعدم. لا يوجد سيناريو واضح مجرد كامرة تبحث عن متحدث واستخدام الظلام لإخفاء عيوب الخلفية حتى في الصباح الصورة مظلمة).مضيفا(اما التمثيل وجوه مبدعة تستحق المزيد، شباب عاشق للفن ومبدع رغم الصراخ والانفعالات المبالغ بها الا انهم اثبتوا جدارتهم بالتحكم بتقاطيع الوجه وايماءات عفوية.وكونه اول عمل درامي دون إشراك خبراء الاختصاص لابد من وجود هفوات نتمنى القادم أفضل).

فيما رأى الناقد والكاتب فاهم وارد عفريت (لم أشاهد جميع حلقات المسلسل لعدة أسباب فهو يصور لنا بطريقة عادية جدا حضور الناس لأي مجلس فاتحة في الريف وتناولهم للطعام دون أي وجود لمسة فنية تدل على أنه عمل فني وليس تصوير فيديو لأفراد يتناولون الطعام مع ما رافق ذلك من استحضارات لتهيئة الطعام وطريقة تقديمه العادية جداً في مثل تلك المناسبات. كما أن المسلسل يصور الناصرية وكأنها قرية ريفية غير متحضرة لا يوجد فيها إلا تلك المشاكل التي تتراءى لمن يشاهدها وكأنه في اربعينات أو خمسينات القرن الماضي لما فيها من تخلف في التصرف وطريقة الكلام وللأسف ان مؤلف المسلسل قد تجاهل ما في الناصرية من ثقافة وادأب وفنون وصور مشرقة للحياة الاجتماعية التي تنبض بكل ما هو رائع من الفعاليات الحياتية والأسرية التي لا يسع الوقت لتناولها).  فيما يشير الصحفي علي عبد الكريم»بداية اقول لسنا ناقدين سينمائيين ولا اعتقد يوحد ناقد سينمائي اكاديمي في ذي قار وان التجربة او التجارب في التمثيل والاخراج في ذي قار هي في مجال المسرح فقط وليس في مجالي الدراما والسينما لذا فان رايي ليس نقدا حقيقيا ولكنه لا يتعدى كونه خبرة مشاهد لديه تراكمات عديده لاهتمامي بالسينما والدراما فالمسلسل عمل درامي عراقي حقق مجموعة كبيرة من الامنيات التي كنا نطمح لها منذ صغرنا وهي  لغة واقعية تخلو من التزويق والتلميع واستخدام اللهجات بدون تكلف من الكادر  وكذلك نقل واقعي لنمط الحياة والتصرفات والمواقف بحذافيرها بدون تلميع او ابراز لأدوار معينة وجعلها مثال الاقتداء او نموذج يراد من المجتمع الاحتذاء به - اختيار مدينة الناصرية موقعا للتصوير ،هذا له ايجابيات تفوق التصور لامجال لذكرها هنا - الابتعاد عن النماذج المخجلة في المجتمع التي لا يحب اكثر المجتمع ان يعرف عنها شيء رغم معرفته بوجودها بمعنى هذا التابو المتفشي في الدراما العربية التي نبشت حته الملل بموضوعات الزانيات واللقطاء والمجرمين والبارات والملاهي والساديين والفاشيين الخ بحجة ان الفن يحتاج الى البحث في جوانب غريبه وهو تأصيل قديم بنيت عليه الكثير من الكتابات حتى ابتعدوا تماما عن الجوانب الايجابية بكل مسمياتها وتنوعاتها في المجتمع وكنا في حالة شغف كبير ان نرى دراما تحاكي هذه الموضوعات الايجابية مثل دراما الدينية والتاريخية بينما مجتمعنا مليء بقصص جميله ومشوقة فيها خير وشر كما نشاهده في هذا المسلسل الذي لا يجرح المجتمع او يجعله محرجا من مشاهدته ).

و المسلسل من بطولة أمير عبد الحسين وسنان العزاوي وإخراج مصطفى الركابي، استغرق تصويره 7 أشهر  وبمشاركة 164 ممثلاً، وصُوّر المسلسل الدرامي في محافظة ذي قار، ومن إنتاج «بيت الدراما في الناصرية» الذي يشرف عليه ستار الحربي.