البزاز ومقالهُ الشيّق
ثامر مراد
بعد أن طالعت مقال الأستاذ سعد البزاز رغبتُ في الحديث عن المقال الشيق جدا جدا(النص يعالج قضية الصحافة الورقية ودورها المستمر في ظل التحديات التي تواجهها في العصر الحديث. يتناول النص عدة محاور رئيسية تتعلق بالصحافة والجريدة تحديداً، ويطرح مجموعة من الأفكار حول مستقبل الصحافة التقليدية وسط التدفق الكبير للإعلام الرقمي.
يبدأ النص بوصف مشهدي يربط الجريدة بحياة الناس اليومية، حيث يشير إلى أن الجريدة ما زالت تُستخدم في مواقف مختلفة، بدءًا من الجلوس في المقاهي إلى تغطية جثث الموتى. هذه المشاهد الرمزية تهدف إلى التأكيد على أن الجريدة ليست مجرد وسيلة لقراءة الأخبار، بل هي جزء من السلوكيات اليومية، حتى وإن تغيرت وظائفها بمرور الزمن.
يشير النص إلى أن الجريدة كانت وستظل جزءًا من الذاكرة الجمعية للناس، فهي ليست مجرد ورقة تُقرأ ثم تُرمى، بل هي عنصر مستمر في التفاعل الاجتماعي والثقافي. استخدام الجريدة كرمز للعزل عن الضجيج أو كأداة تغطية يوحي بأهمية الجريدة في مختلف جوانب الحياة، حتى في اللحظات الحاسمة أو المواقف العرضية.
يأتي في النص تساؤل حول دور الجريدة في العصر الحالي، حيث يبدو أن بعض الأصوات ترى أن الصحافة الورقية فقدت أهميتها أو أن تعدد الصحف لا مبرر له. لكن الكاتب يعارض هذه الرؤية، ويؤكد على أن لكل جريدة دورًا مميزًا، ولا يمكن لأي صحيفة أن تحل محل الأخرى بشكل كامل. النص يبرز الرأي الذي يدافع عن وجود مساحة لإصدارات جديدة، ويعزز فكرة أن الجريدة الجديدة قد تقدم منظورًا أو رؤية جديدة ومبتكرة.
هناك إشارة واضحة إلى انهيار الصحف الأيديولوجية، والتي كانت تركز على نشر الشعارات والخطابات النظرية بدلاً من تقديم المعلومات. الكاتب يعزز فكرة الصحافة القائمة على المعلومات، حيث يجب أن تقدم الصحيفة حقائق دقيقة وكاملة بدلًا من الانغماس في التحليل النظري الذي يفتقر إلى الدقة والمعلومات الواضحة. هذا يعكس احتياج القارئ العربي للمعلومات الموثوقة، بعيدًا عن الغموض والتفسيرات المتعددة.
يوضح النص أن الجريدة الجديدة تسعى لتكون مختلفة، فهي لا تكتفي بنقل الأخبار، بل تهدف إلى إحداث تغيير في المشهد الصحفي، من خلال تقديم صحافة تقوم على المعلومات الصريحة والواضحة. الهدف هو تقديم مادة صحفية تتميز بالدقة والجرأة في عرض الحقائق، وتحمل المسؤولية عن ذلك.
يختتم النص بفكرة أن الجريدة ليست فقط مكانًا لتقديم الأخبار، بل هي منصة للأصوات الجديدة والكتاب الذين غابوا. تعود الجريدة لتكون منصة لهؤلاء الكتاب، مما يشير إلى أن الجريدة ليست فقط أداة لنقل المعلومات، بل هي مساحة للإبداع والتجديد، وهي تتيح للكتاب والمبدعين فرصة العودة والمساهمة في صناعة الرأي العام.
النص يعكس وجهة نظر متفائلة بشأن مستقبل الصحافة الورقية، حيث يبرز أن الصحافة الحقيقية هي التي تستند إلى المعلومات الصادقة بعيدًا عن التوجهات الأيديولوجية والشعارات الزائفة. كما يشير إلى أن الحاجة إلى جريدة جديدة ليست مجرد ترف، بل هي ضرورة لإثراء المشهد الصحفي بمحتوى جديد ومختلف، يمكن أن يسد الفجوات المعرفية ويمنح القارئ العربي ما يتوق إليه من معلومات دقيقة وواضحة.
قراءة في مقال فاتح عبد السلام
النص يحتفي بالإنجاز الصحفي المتمثل في وصول جريدة «الزمان» إلى عددها ثمانية آلاف، ويسلط الضوء على تأثيرها العميق والمتواصل في المشهد الإعلامي العربي والدولي، منذ تأسيسها قبل أكثر من سبعة وعشرين عامًا على يد الأستاذ سعد البزاز. النص يبرز «الزمان» كصحيفة تميزت منذ البداية بشعار «عملياتي» يومي وصادق، مما يعني التزامها بنقل الحقيقة بوضوح وحيادية بعيدًا عن التورية والانحياز السياسي.
يصف النص «الزمان» بأنها صحيفة منحت صوتًا لمن لا صوت لهم، وهو ما يعكس التزامها بنقل هموم الناس العاديين والمهمشين بعيدًا عن التحزبات والانقسامات السياسية. هذا الأمر جعلها منبرًا للأغلبية الصامتة والمغيبة، كما أنها احتضنت تنوع الآراء وأتاحت مساحة للتعبير الحر.
يوضح النص أن «الزمان» كانت دائمًا في مقدمة الصحف التي تواكب الأحداث العالمية والإقليمية الكبرى، بما في ذلك الحروب والتحولات السياسية والاجتماعية. بفضل قدرتها على تقديم الأخبار وتحليلها بطريقة مهنية ودقيقة، أصبحت «الزمان» مرجعًا مهمًا في فهم التحولات التي عصفت بالمنطقة والعالم.
يؤكد النص على أن «الزمان» تجنبت الوقوع في فخ الانحياز الحزبي أو التحزبات السياسية، وهي أمراض أصابت الكثير من الصحف في العقود السابقة. هذه الحيادية أكسبتها ثقة قرائها، وجعلتها نموذجًا يُحتذى به في الصحافة النزيهة.
يشير النص إلى التطور الذي شهدته «الزمان» على مدار سنوات عملها، حيث لم تقتصر على النسخة الورقية فقط، بل توسعت لتشمل إصدارات إلكترونية وطبعات دولية في لندن وبيروت والخليج. إضافة إلى ذلك، أطلقت العديد من المنشورات المتنوعة مثل «الزمان الجديد» و»الف ياء»، مما يعكس ديناميكيتها وقدرتها على التجديد والاستمرار.
إحدى أهم النقاط التي يبرزها النص هو أن «الزمان» لم تكن مجرد صحيفة، بل مدرسة للإعلاميين. وفرت مساحة للتعلم والتطوير المهني لمن مرّ بها، وحرصت على تقديم بيئة حرية وتعددية تحترم جميع الآراء البناءة. هذه السمات جعلتها محطة مهمة في مسيرة العديد من الإعلاميين الذين تأثروا بها وأثروا فيها.
النص يجسد احتفاءً بجريدة «الزمان» كرمز للإعلام الحر والنزيه، ويبرز دورها المؤثر في المشهد الإعلامي العربي والدولي. لقد كانت «الزمان» وما زالت نموذجًا في احترام التعددية والآراء الحرة، كما قدمت نفسها كمنبر للأغلبية الصامتة التي تبحث عن صوت.