حسن النواب
في مهجري؛
غَمٌّ يُطاردني وينهشُ أضلعي،
ويلوحُ وجهكَ في المآقي آيةً؛
بدْراً جنوبياً؛
يضيء مهجعي؛
أوَّاهُ يا «صورْ» انحبي،
قتلوا حفيد بن النبي،
سرقوكَ منِّا،
ردَّ لي شفتيَّ،
كي أرثيكَ يا قمري الذبيح؛
إنْ جفَّ زيتُ القلبِ،
مَنْ سينيرُ بعدك؛
حلمنا المُطفأْ؛
ومَنْ سيبلّْسمُ الأرز الجريح،
سوى ابتسامة مَبْسمكْ؛
فانهضْ إليَّ،
على براعم عمرك المقصوف،
واحملني إلى وردٍ توهَّجَ في يديك سنىً،
ولأْلأَ في جراحكَ نجمةً،
خُذني إليكْ؛
فنعشكَ وحدهُ نور الليالي القادمة،
قُمْ يا قمر الجنوب؛
ها هو يقومُ..
تصهلُ في دمهِ،
أحلام مَنْ لم يولدوا،
ودموع نهر الليطاني،
تضيء في صدره،
مشاعل صيدا والبقاع،
تشعُّ من محراب جثَّتهِ،
بآلاف النذور والشموع،
الأمهاتُ الواقفاتُ على ركامِ بيوتهنَّ،
يصحنَ بهِ أقدم.. فقمْ،
قُمْ يا شهيد..
فيقومُ نحو العرس،
تصحبهُ حمائم وابتهالات،
وتتبعهُ عصافير الغروب،
خُذني معك،
نادتهُ قُبَّرةٌ تعششُ في ضواحي جرحهُ،
وتوسَّلتهُ حدائق الريحان،
صائحةً بلوعةِ وجدها؛
خُذنا معكْ،
يا ليتنا كُنَّا هوادجَ،
ليتنا،
في فجر يومٍ أطلعكْ،
يا ليتنا كُنَّا معكْ،
تتشابكُ الأصوات في قلب الذبيح،
ويمام جُثَّتهِ يرفرفُ فوق أردية التراب،
وحفيد نبع الهاشمي،
ابن الحُسين يعدو بُراقاً،
في دروبٍ مشرقةْ،
وعلى صراطٍ مستقيمٍ،
يلمحُ موج أنصاره،
مواكباً، مواكباً،
تعدو على مروج الروح،
وعلى وميض القصف يلتقيانْ،
ويولد منهما «حسنٌ» بديل.
****
أرجوكم،
دعوا الشهيد نائماً؛
أرجوكم،
لا توقظوهُ بالبكاء.
****
والله؛
لا نرجعْ،
حتى نصيبُ ثأرنا؛
أو نذوقُ ما ذاقْ؛
فلا خير في العيش بعدك.