في حضرة العدد 8000
سامر الياس سعيد
الى عزيزتي ورفيقة حياتي (الزمان) وانتي تصلين محطة العدد 8000 حيث يطيب لي ان اسطر لك هذه السطور التي استقيتها من رحلتي معك التي انطلقت في العام 2004 حيث كتبت اول مقال في صفحتها الرياضية عن فريق نادي الموصل ولم تتصورين فرحتي وانا ارى مقالتي منشورة في تلك الجريدة التي بقيت في الصدارة منذ ان وصلت الى مدينةالموصل مع كم كبير من الصحف في ظل ثورة الصحف التي انطلقت بعد سقوط النظام في عام 2003 لتجسد جريدة الزمان فاصلا مهما في الاعلام والصحافة الحرة والمتطورة منافسة بذلك كبريات الصحف .. كانت الزمان اسما لامعا يستمد بريقه في عيون قراء الموصل الذين يبحثون عنها في مكتبات المدينة فتجدها بين نخب الثقافة الموصلية حريضين على قراءة اغلب مواضيعها فضلا عن ان هنالك مواد منشورة في الجريدة كانت تستنسخ من قبل ادباء وكتاب لتوزع كاقاصيص بينهم لمناقشة فحواها او الاحتفاظ بها كارشيف ومن هولاء الادباء يبرز اسم القاص والكاتب الراحل انور عبد العزيز الذي يعد عاشق لـ(الزمان) حريصا على اقتناء اعدادها اليومية حال وصولها الى مكتبة التوزع الرئيسية بمنطقة الدواسة بالجانب الايمن من مدينة الموصل .وفي اعوام 2005 وما تلاها كنا انا وزميلي الصحفي الرياضي الشهيد علاء عبد الوهاب ننتظر وصول الجريدة مع قريناتها صحف العاصمة في اوقات ذروة الاستهداف التي كانت تعيشها مدينة الموصل وفي تلك الفترة حصد الارهاب ارواح اغلب الاعلاميين ومنهم مراسل الفضائية الشرقية محمد البان في مدينة الموصل ولم يخفت ذلك الوقت العصيب من شغفنا باقتناء (الزمان) ومتابعة اخبارها وكل ما ينشر على صفحاتها وحتى انني اذكر انني كنت بصدد اعداد تحقيق عن معرض تشكيلي احتضنته احد قاعات المدينة لصالح جريدة الزمان بينما كانت مدينتي تستباح من غربان الظلام في حزيران عام 2014 فبقي ذلك الموضوع بعيدا عن النشر لان الموصل لم تعد مدينة الابداع والفنون بل عادت متقهقرة الى ازمان غابرة تتصاعد فيها غبار التعسف والظلم والتجني فتحصد الارواح البريئة التي لم تستسغ منظر الموصل بهذا المشهد المؤسف الدامي.
وعلاقتي مع (الزمان) تمتد كجذور راسخة ضاربة في ارض طيبة رغم السني التي حرصت فيها الا يمر اسبوع دون ان تشهد صفحات الصحيفة العراقية الاولى موضوعا او مادة لي خصوصا عبر بستانها الرياضي الذي فتح لي نوافذه وبواباته رئيس القسم الرياضي الدكتور عمار طاهر لاكون دؤوبا في ابراز ما شهدته ملاعب وقاعات المدينة فضلا عن عمود الراي الذي ينشر لي في تلك الصفحة او بالتحديد الدقيق مرماها!
جريدة راسخة
وعلاقتي مع (الزمان) ستبقى راسخة مميزة خصوصا وانا الوح لزملائي في الجريدة من مسافات بعيدة ينقلون فيها تحاياهم وتواصلهم الجميل معي عبر منافذ التواصل الالكتروني وابادلهم تلك التحيات مفعمة بالامنيات الجميلة المعبرة دون ان تسنح الفرصة لتحقيق لقاء مباشر او ترجمة تلك التحايا الى محطات مترجمة من اللقاءات والحضور الشخصي لكن تبقى لـ(الزمان) فرصة تجسيد كل المواد التي نشرتها عبر تلك السنوات المفعمة بالعمل لتضحي افكار لمؤلفات تصدر تاليا كما تسنى لزملاء من ان يسهموا برفد المكتبات بنتاج اعمالهم بعد ان كانت مقالات وتقارير نشر في اعداد سابقة من الزمان حتى تبقى الامنية الشخصية التي تبرز من كل ما تقدم في ان اكون ضيف الزمان في قوادم الايام لاحتفي مع منتسبيها بمؤلفاتي التي كانت ثمار نشري في الجريدة فاقطف ازهار محبتهم وتقديرهم وفضلهم الذي اثمر عن تلك المؤلفات التي انتجها يراعي.
بيدر سنابل
في محطة العدد 8000 تبقى الامنيات بيدرا لسنابل المحبة التي تحصدها كلمات القراء والكتاب على حد سواء فاي صحيفة عراقية وصلت هذا العدد من الاصدار اليومي وبقيت محافظة على حرفيتها المهنية وبروزها الراسخ في مهنة الاعلام مثل (الزمان) التي حققت عبر اصدار العدد 8000 الكثير من المعطيات فمنها ما كانت عليه الجريدة كمنصة للاعلام الحر والمهني الصادق وسنبلة اخرى تبرز من بستانها لتؤكد على ان الزمان منبر العراقيين على مختلف اختلافاتهم ومذاهبهم اما السنبلة الاكثر سموا فتشير الى ان الزمان مدرسة للاعلام يتلقى فيها المقبلون على الصحافة مختلف الدروس والعبر.