الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عن ثقافية ألف ياء

بواسطة azzaman

عن ثقافية ألف ياء

محمد الأحمد

 

كعراقي- كنتُ ولم أزل اعتبر صفحات «ألف ياء» الثقافية المنبر الأبرز عربياً في احتواء المشهد الثقافي العراقي، خاصة بعد أن خاض بلدي التغير الشامل الذي احدثته القوى العظمى.

وحدث تغيير شامل وحاسم أثَّرَ في كل مصير أهل كوكب الأرض، نتيجة لتوافر الاطماع حول الشرق الأوسط الذي تزلزلت المراكز.

وحدثت الانهيارات المتلاحقة في النظم وعلى جميع الأصعدة، وبات «العراق العظيم» هدفاً سهلاً لكل من كان له أطماع، خاصة بعد ان كان يحكمه نظام شمولي، شـــــهد له العالم بتشدده، وقسوة جبروته، والذي فرض بدوره اثقاله على الثقافة وجعل لها حيّزاً ضيّقاً من الحرية، وتحكمَّ بعنجهية المتمكن من جميع مفاصلها الحيوية.

بل وكان يفرض على المثقف مساراته التي يريد، وجعل من المثقف أداته التي تُفكر له وفق مصالحه، ووفق ما يراد منها، طرق تفكير توائمه من دميةّ دميمة يحقُّ له وضعها في مكانها القصي.. الى درجة اختنقت فيها الثقافة، حتى صعب عليها التنفس في غياب الأوكسجين.

تاريخ سري

وبات عليها البحث عن خرق سردي جديد يخاطر في اختراق التاريخ السرّي لحوض المتوسط، ويجاور كل وجهة نظر صادمة، لأجل خرق الظلام الدامس..  حتى جاءت اليه «ألف ياء» الزمان مساحة فكرية، للبوح، أشمل من ان تكون سياسية، احتضنت الثقافة وكل صوت عارف بدوره التنويري.

حرر بعقله كل سجين، حبسته الأيدلوجيا النافقة ولم تكن الثقافة الا بوحاً تفيض عن معلومات وفيرة عن طبيعة المنظمة السرية المتشكلة داخل الدول، وتفرعاتها. بالكشف العميق عن كيفية إدارة الدور الاقتصادي لهؤلاء الأشخاص الذين أرادوا ان يحكموا العالم، والمساندون لبعضهم البعض، وفي الوقت ذاته أعداء بعضهم البعض، فكانت جريدة «الزمان» مساحة حقيقية المنبر الشاخص للمثقف الحقيقي.

وجدتــــُها لي، مثلما وجدها غيري من العراقيين له. محبة، وتقدير لكادرها الذي مازال لا يحجب بشجاعة لا تقل شجاعة عن الرأي الشجاع بالفكرة النيّرة.


مشاهدات 243
الكاتب محمد الأحمد
أضيف 2024/10/01 - 2:13 AM
آخر تحديث 2024/10/08 - 3:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 8 الشهر 3495 الكلي 10033218
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير