مسيرة صحفية قوامها المهنية والمصداقية وصناعة الرأي العام
عبد الزهره البياتي
لمناسبة صدور عددها الـ(٨٠٠٠) الذي تكتحل به عيون القرّاء اليوم.. استطيع القول ومن دون مجاملة او تحيز إن جريدة الزمان التي أسسها الصحفي المخضرم الأستاذ( سعد البزاز) في (10/4/1997) قد أرست دعائم صحافة عراقية قوامها المهنية والعمل الصحفي الاحترافي والمصداقية في تناول الأخبار وشتى الموضوعات والقضايا اليومية وكانت وستبقى صوتاً صادحاً بالحق ولا تخشى في قول الحقيقة لومة لائم عندما يتعلق الأمر بقضايا الشعب المصيرية او ظواهر الفساد المالي والإداري وتعرية وفضح كل المتطاولين على المال العام وسرّاق قوت الشعب اليومي وهكذا تقتضي الأمانة الصحفية وأخلاقياتها وثوابتها الأساسية، إما أن تكون صحفياً شاهراً يراعك صادحاً بالحق أو تنزوي وتنسحب الى الخطوط الخلفية.. وأكيد إن الصحفي في (الزمان) قد اختار المجابهة وهو يتدرّع بكل القيم والاعتبارات المهنية والأخلاقية في أداء رسالتها الصحفية.. ولا أخفي سرّاً بأنني من متابعي (الزمان) منذ بواكير صدور أعدادها الاولى ولحد الآن قارئاً، متصفّحاً، وراصداً لمحتواها الصحفي ومبُحراً في موضوعاتها الزاخرة، المتنوعة، السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها من الأهتمامات التي تفردت بها حتى ليمكن القول أنها جريدة (النخبة) باستحقاق.. ولعل ما يميّز الزمان أيضاً هو السبق الصحفي وانتقاء الاخبار من مصادرها الموثوقة بمهنية عالية وليس بطريقة (إملأ الفراغ الآتي) كما هو حاصل في بعض صحفنا المحلية مع الأسف الشديد.. وفي (الزمان) يتطلب الوعي المُسبق لدى المحرر فيها والتعامل مع قاعدة القرّاء الواسعة بكل قومياتها وأديانها ومذاهبها ومشاربها السياسية وتلاوينها الفكرية من منطلق وطني وليس بالعناوين الفرعية لهذا امتازت (الزمان)، بوصفها جريدة الجميع من دون استثناء .. وتبعاً لذلك اتسعت دائرة القرّاء لاسيما إذا ماعرفنا بأنها تصدر بطبعات دولية وتوزع في انحاء العالم وهي توزع في سوريا والسعودية صباح كل يوم. وهي تصدر عن مؤسسة الزمان العراقية الدولية للصحافة والنشر ويرأس تحريرها الصحفي البارع الاستاذ (سعد البزاز) أما الطبعة الدولية فيرأس تحريرها الصحفي المعروف الاستاذ (فاتح عبد السلام) أما رئاسة تحرير طبعة العراق فيتولاها الزميل الأكاديمي والصحفي المخضرم الدكتور (أحمد عبد المجيد) الذي تمتد تجربته الصحفية والاكاديمية لعقود طويلة من الزمن ويشرّفني أنني عملت وإياه في مطبوع واحد لعقد من الزمن.. من هنا نكتشف ان التقاليد الصحفية في هذا المطبوع متأصّلة ومتجذّرة ورصينة، وهذه الميزات وغيرها هي التي جعلت الزمان تتربع على عرش الصحافة الورقية الى جانب صحف عراقية رصينة هي الاخرى. كما استطاعت ان تؤسس لقاعدة قرّاء تمتد على امتداد خارطة العراق.
مسيرة صحفية
ونحن إذ نحتفل اليوم بصدور العدد (8000) من (الزمان) لا يسعنا كصحفيين وكقراء مدمنين إلا أن نتقدم بأجمل التهاني والتبريكات للزملاء العاملين فيها كافة ودعواتنا لهم بالتقدم والنجاح في مسيرتهم الصحفية وهم يواصلون مسيرتهم الصحفية الرائدة بروح المكابرة وتحدي الصعاب كي تبقى الزمان بيرقاً شامخاً ومنبراً وصحافة هادفة.. لقد واجهت (الزمان) مع بقية الصحف العراقية الأخرى (طوفان) ثورة الانترنيت لكنها أثبتت ان لرائحة الورق المعتق بالحبر هي الاقوى في البقاء وان مقولة الصحافة الورقية تُحتَضَر لم تعد تخيفنا او تشكّل هاجساً للقلق.
الرئيس التنفيذي لجريدة البينة الجديدة