مسارات التكامل والمنافسة بين المهنية والتطور التقني
مجاشع التميمي
من يعتقد أن الصحاف المطبوعة ظاهرة قابلة للزوال فهو يبالغ، لأنها مهنة ذات نفس طويل يساعدها على الاستمرار، ومازالت هناك أجيال تعتمد على الصحف كمصدر للمعلومات.
في هذه الأيام يثار الكثير من الكلام بين الأوساط الإعلامية والشعبية العراقية والعربية والأجنبية عن نهاية الصحافة الورقية بسبب تراجع معدلات توزيع الصحف الورقية ومنها العراق بسبب تأثير التطور التكنلوجي على الكوادر الصحفية، والاستفادة من الأدوات التكنولوجية في تطوير الصناعة وتنميتها. لكن هذه الرؤية عن مستقبل الصحافة الورقية هي واقعية لكنها ليست مطلقة لان بعض الصحفي في العراق ماتزال صامدة ومؤثرة بوجه هذه التحديات ومنها جريدة الزمان التي تتميز بأن رئيس تحريرها أكاديمي وصحفي مخضرم ولديه فهم عن تحديات الصحافة الورقية ويبدو أنه اتخذ التدابير التي ستواجه الصحف الورقية من تدريب الكوادر الصحفية على استخدام الذكاء الاصطناعي، وحصر للاحتياجات التكنولوجية التي يحتاجها الصحفي للتعامل مع التقدم التقني المتمثل بالذكاء الاصطناعي. لكن في المقابل علينا التذكير أن المستشرفين عن مستقبل الصحافة تجاهلوا أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر وفقا لما هو مُعلن لأنهم لم يأخذوا بنظر الاعتبار أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي دور الكوادر البشرية لكنه سيقدم تسهيلات تساعد الصحفي في عمله، كون الذكاء الاصطناعي لن يواكب الإنسان في الكتابة والأسلوب وهذا ما عملت عليه الزمان.
إذا جريدة الزمان نجحت في مواكبة التطور التكنولوجي وهي تحتفل في العدد (800)، من خلال العمل بالوسيط الإلكتروني بما يحقق التكامل الصحفي بين الصحافة الورقية والإلكترونية ومواكبة التطور التكنولوجي الهائل ومن بينها الذكاء الاصطناعي وتطوير المحتوى الذي يقدم من قبل الصحافة الورقية والتعامل مع تقنيات جديدة في تناول الأخبار.
أساليب تقليدية
فليس أمام الصحف الورقية الا البحث عن مزيد من العمق في المحتوى، بدلا من البقاء في الأساليب التقليدية ذاتها التي دأبت عليها منذ سنوات طوال، لذلك أقول حسنا ما قامت به (الزمان) بأخذ تلك التحديات بنـــــــــــظر الاعتبار مع مراعاة الجانب المهني والأخلاقي، والبحث عن كيفـــــــــية ايجاد التوازن بين الحق في النشر، والحق في الحصول على المعلومة دون الإخلال بالقيم المهنية للتغطية الخبرية.