جراح نصار رافعة بشرية بعتلة إمتياز
عادل سعد
بغداد - من توصيفٍ لمهارة المنجنيق آلة الرمي التاريخية الى مسافات بعيدة ، يكون ذراع جراح نصار منجنيقاً بشرياً يحمل قدرة باهرة في (رمي الثقل) اللعبة الرياضية التي تحتاج الى المزيد من القوة والعزيمة والتدريب المتواصل لتأهيل الكتف على تحمل هذه المهمة المضنية؟
- كنت مدعواً الى حفلٍ اقامهُ رئيس تحريرصحيفة الرياضي الدكتور علي الهاشمي بدعم من نادي الصيد بالمناسبة السنوية لأنطلاقة الصحيفة ، وكان من ضمن البرنامج الاحتفاء برياضيين (اصحاب همم ) حققوا شهرةً تستحق الثناء
لقد استمزجتُ الصديقَ كاظم الطائي أحد الأوفياء من زمن مجلة (ألف باء) أن استضيف على طاولتي جراح صاحب الرصيد النادر من الأوسمة والميداليات المتعددة، الذهبية في ريو دي جانيرو عام 2016 ، والفضية في دورة الالعاب البارالمبية في طوكيوعام2021 ، وعدد اخر من المداليات منذ انطلاقته عام 2008 .
- لم أسأل جراح عن لحظة الفوز بالمدالية البرونزية في بارالمبية باريس العام الحالي 2024 ، وماذا تعني له السنوات الثلاثة والثلاثين التي مرت عليه منذ ولادته عام 1991 ، كما لم أسأله عن بعض معالم العاصمة الفرنسية ،لا عن برج ايفل ، أومتحف اللوفر ، أو قوس النصر الذي اراده نابليون رمزا يخلد انتصاراته ، ولا عن كاتدرائية نوتردام ، ، أو حدائق لوكسنبورغ ،أو ميدان الكونكورد ، أو مركز جورج بومبيدو للثقافة والفنون التحفة الهندسية فائقة الجمال التكنولوجي ،ولا عن الشانزلزيه ، كذلك لم اسأله عن فخامة بناء فرساي الذي يستقبل العديد من المؤتمرات ، أو حديقة النباتات النادرة ، إنما سألته عما يزعجه ويحزنه ، فقال بدون تردد التنمر الذي يتعرض له رغم الجوائز التي حصدها ذهباً وفضةً وبرونزاً واهداها الى العراق
جراح اضاف لي ايضا ان له اصدقاء من قصار القامة يضطرون للبقاء في بيوتهم ولا يغادروها إلا اضطرارا لأنهم يتعرضون لتنمر اناس يفتقدون المرؤة والنبل ، اناس لا تعرف قلوبهم الود يستخفون بأتمامة الخلقة ،ويجدون في أذية الاخرين وناسه وأستقواء.
تنوع انساني
- سألته كيف يواجه التنمر ،فاجاب بالصبر ومحبة الاكثرية لي محبة تواكبني دائما مضيفاً أنه يشعر ، إن ارادته قويةُ جداً ، وعندما قلت له ان قصرقامة الانسان جزء من التنوع الانساني وليس عيباً وان هناك الملايين من قصيري القامة ابهروا العالم بإنجازاتهم ، قال هذا عند الناس المتحضرين وليس عند الذين يطاردوني بكلمات تستصغرني
سألته هل كانت عيناك على المدالية الذهبية في باريس ،أجاب بمزيد من الثقة والتواضع ، نعم ،كنت واثقاً من الفوز بها ولكن حصل العكس خصوصا واني نافست ابطال من الوزن الثقيل؟
- لقد خضت تحديا امام لاعبين توفرت لهم فرص في التدريب ورعاية نوادي على مستوى عالٍ من التأهيل والكفاءة لكنهم فــــــــــــشلوا في النيل من عزيمتي ومع تقلص عدد المتنافسين كنـــــــــــــت في مستوى التحدي والحمد الله على نيل البرونزية تحدث لي عن الخلع الذي اصاب كتفه وكيف كابدهُ رغم شدة الالم مؤكدا انه لا يجاهر بأحزانه فالشكوى لغير الله مذلة وعيب وبدون جدوى ، مؤكداً إنه طبيب نفسه ، وأنه يواصل تدريباته يوميا ولديه أمل قوي للحصول على ميدالية ذهبية ينتظرها في متناول اليد ليتوج بها مجدداً رصيده من الجوائز والتكريمات.
سألته عن مدينته الناصرية ؟
- فتألقت عيناه بالفخر لها وكأني به يسترجع سرباً من المواويل وحفيف نخيل يلامسه نسيم منعـــــــــــش اختصت به المدينـــــــــــة في الليالي المقمرة نكايةً بالوحـــــــــــشة المنــــــــــاخية المظلمة الصحراوية التي تزاحمها احياناً ، بل وانــــــــــدياحة زورق يشق طريقه الى دواوين الفرات .