لقطة‭ ‬مغربية اطفال‭ ‬شفشاون‭

بدل رفو

 

من‭ ‬قلب‭ ‬حيِّ‭ ( ‬السويقة‭)*..‬

من‭ ‬نَبض‭ ‬نقاء‭ ‬الطفولة،‭ ‬

وفيض‭ ‬عشق‭ (‬شفشاون‭)‬

مدينة‭ ‬تأسر‭ ‬الزمن‭ ..‬

تشدو‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬أطفالها‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬

أغنية‭ ‬بثياب‭ ‬الملائكة‭.. ‬

تَمخض‭ ‬حقائقاً‭..‬

تخطو‭ ‬صَوب‭ ‬شرايين‭ ‬الانسان‭ ‬بركة‭ ‬وفجراً‭..‬

زرقة‭ ‬مفعمةً‭ ‬بعاطفة‭ ‬تهديك‭ ‬رحلة‭ ‬

فوق‭ ‬جبال‭ ‬الريف،‭ ‬

يرنُ‭ ‬صداها‭ ‬سحراً‭ ‬وعذوبة‭ ‬و‭(‬طقطوقة‭ ‬

‭ ‬جبل‭  ‬على‭ ‬أنغام‭ ‬طفولة‭ ‬شفشاون‭ !!‬

أطفال‭ ‬شفشاون‭ ‬يُلوحون‭ ‬للعابرين‭ ‬

بابتسامات‭ ‬تصارع‭ ‬امواج‭ ‬اليأس‭.. ‬

يقلبون‭ ‬طاولة‭ ‬الليل‭ ‬وظلماته‭.. ‬

بطيف‭ ‬سحر‭ ‬الروح‭ ‬وبساتين‭ ‬أغاني‭ ‬الطفولة‭.‬

في‭ ‬زقاق‭ ‬ضيق‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬دار‭ ‬الشاعر‭( ‬الحراق‭)****‬

حامل‭ ‬شعلة‭ ‬الصوفية‭..‬

يتدفق‭ ‬ميلاد‭ ‬حب‭ ‬ويرفرف‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الزقاق

نوارس‭ ‬شفشان‭ ..‬أطفال‭ ‬من‭ ‬كبرياء‭ ‬الزرقة

هديلٌ‭ ‬على‭ ‬أشجار‭ ‬أشعار‭ (‬الحراق‭).‬

أطفال‭ ‬شفشاون‭ ..‬

اُسطورة‭ ‬المكان‭ ‬من‭ ‬ثغر‭ ‬زمان‭ ‬بِحُلوهِ‭ ‬ومُرِه‭ ‬،

ما‭ ‬أسعدك‭ ‬أيها‭ ‬الشاعر‭ ‬الحراق‭ ‬بأطفال‭ ‬زقاقك‭ !!‬

أطفال‭ ‬شفشاون‭..‬حكايات‭ ‬الحقيقة‭ ‬

عشقٌ‭ ‬خجولٍ‭ ‬لا‭ ‬تُبعثره‭ ‬الريح‭ ‬

ولا‭ ‬الزمان‭ ‬سيرميهم‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬لهيب‭ ‬الهزيع‭ ‬الاخير‭ .‬

أطفال‭ ‬شفشاون‭ ‬قلائد‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬أطفال‭ ‬

الهند‭ ‬وكوردستان‭ ‬والنمسا،

وفي‭ ‬عيون‭ ‬الموصل‭ ‬وجعُ‭ ‬ذكرى‭ ‬

في‭ ‬حلق‭ ‬الجرح‭ ‬الأبدي‭ !!‬

ركضتُ‭ ‬في‭ ‬شفشاون‭ ‬صوب‭ ‬صباح‭ ‬يتسلقني‭ ‬

كل‭ ‬ليلة‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ (‬ازيلان‭) ‬على‭ ‬الجبل‭ ‬

كي‭ ‬لا‭ ‬يَبترّ‭ ‬شرايين‭ ‬خريف‭ ‬عمري‭ ‬

كي‭ ‬لا‭ ‬تُراقص‭ ‬قصائدي‭ ‬حفيف

أشجار‭ ‬الغربة‭ ‬بأسى‭ !!‬

أطفال‭ ‬شفشاون‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬السويقة

تزاحموا‭ ‬حولي‭ ..‬همسوا‭ ‬لي‭ ‬بصمت‭ ‬

‭(‬إبقَ‭ ‬معنا‭) ‬ياعاشق‭ ‬شفشاون‭..‬

سنفرش‭ ‬لك‭ ‬أرضنا‭ ‬نرجساً‭ ‬كوردستانياً،

وستبقى‭ ‬في‭ ‬خزائن‭ ‬قلوبنا‭ ‬بأمان‭. ‬

أطفال‭ ‬شفشاون‭ ‬شموخ‭ ‬مدينة‭ ‬كجبالها‭ ‬

تتدفق‭ ‬الطفولة‭ ‬بغزارةٍ‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وطيبة‭ ‬أهلها‭. ‬

شفشاون‭ ..‬أرض‭ ‬تَطَهرت‭ ‬بالانسانية‭ ‬

وبسيرة‭ ‬أحلام‭ ‬خالدة‭ ‬للدنيا‭ ‬

وأطفال‭ ‬شفشاون‭  ‬قصيدة‭ ‬لم‭ ‬تكتمل‭ ‬بعد‭ !!‬

هوامش‭:‬

حي‭ ‬السويقة‭ ..‬يعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الحي‭ ‬ثاني‭ ‬أقدم‭ ‬تجمع‭ ‬سكني‭ ‬بني‭ ‬بعد‭ ‬القصبة،‭ ‬وقد‭ ‬ضم‭ ‬في‭ ‬بدايته‭ ‬ثمانين‭ ‬عائلة‭ ‬أندلسية‭ ‬قدمت‭ ‬مع‭ ‬مولاي‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬راشد‭. ‬سمي‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭ ‬لوجود‭ ‬قيسارية‭ ‬به‭ ‬بنيت‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭. ‬ويضم‭ ‬هذا‭ ‬الحي‭ ‬أهم‭ ‬وأقدم‭ ‬البيوتات‭ ‬الموجودة‭ ‬بمدينة‭ ‬شفشاون‭ ‬التي‭ ‬ترتدي‭ ‬لونا‭ ‬أبيضا‭ ‬ممزوجا‭ ‬بالأزرق‭ ‬السماوي‭ ‬خاصة‭ ‬وتعتبر‭ ‬النافورة‭ ‬الحائطية‭ ‬الموجودة‭ ‬بأحد‭ ‬دروب‭ ‬القيسارية،‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬نافورات‭ ‬المدينة‭ ‬نظرا‭ ‬للزخرفة‭ ‬التي‭ ‬تزين‭ ‬واجهتها‭.‬

الطقطوقة‭ ‬الجبلية‭ ‬نوع‭ ‬موسيقى‭ ‬مغربية‭ ‬

‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬وتتميز‭ ‬بطقوسها‭ ‬التقليدية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالملابس،‭ ‬ولها‭ ‬طابعها‭ ‬وآلاتها‭ ‬الموسيقية‭ ‬الخاصة

‭ ‬الحراق‭ ‬ــ‭  ‬أبو‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬سيدي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الواحد‭ ‬بن‭ ‬يحيى‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬الحسني‭ ‬العلمي‭ ‬الموسوي‭( ‬1772‭  ‬ــ‭  ‬1845‭) ‬شاعر‭ ‬صوفي‭ ‬من‭ ‬فقهاء‭ ‬المغرب‭. ‬له‭ (‬ديوان‭ ‬العلمي‭) ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬ابن‭ ‬الفارض،‭ ‬وفيه‭ ‬تواشيح‭ ‬وأزجال،‭ ‬و‭ (‬ديوان‭ ‬رسائل‭ ‬ومنظومات‭) ‬في‭ ‬خزانة‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ (‬شرح‭ ‬الصلاة‭ ‬المشيشية‭) ‬رسالة‭.‬