ملحمة جلجامش.. تعريجات أسطورية في الخالد
قاسم المعمار
ان ادب (الملحمة) يعطي مساراً توثيقياً لبابية اصولها اللغوية والمعنوية طابعها المؤطر لها هو الخصب الخيالي لثقافة الشعوب ومنهجها الحياتي المتلائم ما بين الطرائد والواقع وهلوسة الذات البشرية تتباين عن الرواية والقصة والمسرحية بالسعة والحبكة والافكار الغريبة .. حالات نفسية ورؤى روحية مستوحاة من عالم اللايقين نشوز في الافكار تحوي الدمار والمصير المجهولة احداث وشخوص يسجلون مجد تاريخهم الانساني بعظمة الانتصار.. وهكذا تأتي ابواب ومصائر الملاحم ما بين بناء الخير وبناء الشر وحكايات وابعاد تلازمية في الاقتدار والخلود والافعال الخارقة . ولا بد ان نعرف ان الفرق بين الملحمة والاسطورة الأولى ابطالها من البشر أما ابطال الاسطورة فمن الآلهة .
وحينما نستطرق ادبنا العربي وتراثنا الانساني القومي اليوم تتمثل أمامنا (ملحمة جلجامش) الخالدة عرفها انساناً لأول مرة من العصر البابلي عام 2600 قبل الميلاد .
وكان الملك جلجامش السادس في سلالة الوركاء الأولى بطلاً شجاعاً ظن انه القادر على تحقيق الخلود للبشرية وقد فشل في تحقيق الخلود لنفسه وتجديد شبابة ، لكن هذه (الملحمة التاريخية) قد اكد ان الخلود ممكن ولكن كيف؟
تقديم اعمال
عند تقديم الاعمال الخارقة الأهمية التي تخدم البشرية كخلود رجل الطوفان (اوتونيشتم) لأنه انقذ البشرية من الانقراض والحال الثانية هو الخلود المعنوي الذي يتم بتقديم الاعمال المفيدة للإنسان والمجتمع ، على ان افضل انواع الخلود المعنوي يضحي الواحد منهم بنفسه من اجل الوطن وخير حديث دال على ذلك خطاب انكيدو لصاحبه جلجامش ..
ياصاحبي لقد حلت بي اللعنة
لن اموت ميتة رجل سقط في ميدان الحرب
كنت اخشى القتل لكني سأموت ذليلاً
فمن يسقط في القتال ياصديقي فأنه مبارك شهيد
وهكذا تعد (ملحمة كلكامش) الشعرية من اوائل وكبريات الأدب العالمي نصاً وروحاً نفتخر بها تاريخياً .
بعد نصوص الاهرامات الدينية في مصر الشقيقة .
ولا بد لي ان اشير الى ان هنالك عشرات الانواع من الملاحم قد تكون في مقدمتها.
الادوية لهوميرودس .
الكوميديا الالهية لدانتي .
الالياذة الرومانية .
ملحمة سيف بن ذي يزن .
وهذه الملاحم هي الاخرى تتميز بطول مقاطعها الشعرية وخيالها الخصب وآفاق خلودية ابطالها واحداثهم الخارقة .