تسليح البيشمركة بمدافع ثقيلة يثير ضجة وسط مخاوف من تسهيل الإنفصال
البارتي يتصدّى ورومانوسكي تؤكد إلتزام بلادها بتعزيز قدرة الأمن العراقي
بغداد - قصي منذر
أربيل - فريد حسن
أثار قرار تسليح قوات البيشمركة بمدافع ثقيلة، عاصفة من الانتقادات والرفض من أطراف رسمية وقوى سياسية بارزة، الذين اعتبروا الخطوة تصعيداً خطيراً في المشهد السياسي والعسكري وتهديدا لضرب الاستقرار المجتمعي في محافظتي كركوك ونينوى، فيما تصدى نواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) لهذه الردود بتأكيد أن هذا التجهيز يأتي في إطار تعزيز القدرات الدفاعية لكردستان وحماية أمنها في مواجهة تهديدات عناصر داعش. وقال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية علي البنداوي في تصريح أمس ان (تزويد اقليم كردستان بالأسلحة الأمريكية يزيد من حساسية الموقف والتوتر بين الأطراف الكردية وبين حكومة بغداد و يهدد الامن المجتمعي تحسبا من استخدام هذه الاسلحة في النزاعات الحزبية او العرفية)، وأشار إلى إن (تزويد الإقليم بالأسلحة الأمريكية مرفوض، ويجب اتخاذ إجراء واضح تجاه هذا الامر، كونه يهدد امن البلاد)، واستطرد بالقول إن (امريكا سهلت عملية امتلاك هذه الاسلحة الى البيشمركة لما بينهم من مصالح ومكتسبات سياسية كبيرة، وان هذه المنظومة ستعمل على حماية المصالح الامريكية هناك). من جانبه، قال النائب عن محافظة نينوى يوسف السبعاوي في تصري أمس (نؤكد رفضنا الاخلال بالتوازن وتسليح القوى السياسية في اربيل بمدفعية ثقيلة). من جهتها، قالت النائب وحدة الجميلي في تغريدة على منصة أكس (لسنا ضد نهج رئاسة الإقليم، لكن سابقة خطرة لرئيس الوزراء الاتحادي بتسليح كردستان بالمدافع الحديثة)، وأضافت ان (ذلك يمثل دعوة للكونفدرالية والانفصال)، واشارات الى انه (كان الاجدر تقوية الجيش العراقي وتسليحه والحفاظ عليه من التشظي)، ومضت الى القول (يعارضون إقامة الأقاليم إذا ما طالبنا بها وبازدواجية وصفتها بالمقيتة يسلحون الإقليم). فيما رأى النائب عن تحالف العزم رعد الدهلكي، ان البيشمركة قوة امنية عراقية ساندة للقوات الاتحادية. وقال الدهلكي في تدوينة على منصة اكس جاء فيها إن (البيشمركة قوة امنية عراقية ساندة لجيشنا بنص الدستور، وأثبتت بالتجربة حرصها على امن العراق وشعبه بمختلف طوائفه والوانه وساهمت في الحرب على تنظيم داعش، وقدموا الشهداء ولا مزايدة على ولائهم للبلد). وانتقدت النائبة آلا الطالباني، ما وصفته بكمية الوطنية والحرص المزيف الذي اظهره البعض على استرادا المدافع التي سلمت لقوات البيشمركة. وعلقت في تدوينة على منصة اكس جاء فيها إن (كمية الوطنية والحرص المزيف الذي اظهره البعض على استرداد المدافع التي سلمت لقوات البيشمركة، التي حاربت الإرهاب وضحت بالالاف بين شهيد وجريح، كنا نتمنى ان نراها في استرداد الأموال المسروقة في صفقة القرن وغيرها من الصفقات المشبوهة). ورد الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) على رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، بعد موقفه الأخير من تجهيز قوات البيشمركة بمدافع وأسلحة أمريكية.وقال النائب عن الحزب ماجد شنكالي في تدوينة على منصة أكس (أحدهم اغتر كثيراً وتجاوز الحدود واراد ان يلعب لوحده دون الاخذ بتعليمات وتوجيهات الطرف الاقليمي الداعم والراعي للنظام السياسي القائم فتم طرده وحرمانه من اللعب لمدة غير محدودة) على حد قوله، وأضاف (الآن بدأ بمغازلة ذلك الطرف الاقليمي والمقربين منه بصفقة ديالى مرورا بكركوك وأخيرا رفضه تجهيز قوات البشمركة بالمدافع والاسلحة بحجة الدفاع عن المكون، واقول له متأكداً ومتيقناً قد انتهت اللعبة). من جانبه، وصف الوزير الأسبق هوشيار زيباري، موقف الحلبوسي، تجاه تسليح قوات بيشمركة كوردستان، بـالشعبوي. وقال زيباري في تدوينة على منصة إكس إن (موقف الحلبوسي والمحروم قضائياً من ولاية جديدة من استلام قوات بيشمركة الإقليم لجزء بسيط من أسلحة دفاعية من التحالف الدولي، يعكس البهلوانية الشعبوية الرخيصة، وعقلية مريضة لصعود سياسيي الصدفة)، وأضاف (وإلا لماذا لا تستخدم هذه الأسلحة ضد أعداء العراق فقط؟). وكان الحلبوسي، قد عبر في وقت سابق، عن رفضه القاطع تسليح قوات محلية واجبها الدستوري يقتصر على حفظ أمن داخلي ضمن حدود مسؤوليتها بمدفعية ثقيلة متطورة. وقال الحلبوسي في تدوينة على منصة أكس إن (هذا الإجراء المرفوض قد يكون سبباً في ضرب الأمن المجتمعي الوطني بشكل عام وفي محافظتي نينوى وكركوك على وجه الخصوص، إذا ما تم الإساءة باستخدام تلك الأسلحة لا سمح الله في نزاعات عرقية أو حزبية مستقبلاً)، مؤكداً إن (هذا النوع من الأسلحة يجب أن يكون حكراً بيد الجيش فقط، الذي ندعو باستمرار إلى تعزيز قدراته وإمكانياته). وعلقت السفيرة الأمريكية إلينا رومانوسكي، على تسليم مدافع عسكرية أمريكية حديثة لقوات البيشمركة. وجددت في تدوينة على منصة أكس إن (الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية).