الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
آداب الحرب في الإسلام

بواسطة azzaman

آداب الحرب في الإسلام

جاسم هاشم محسن

 

في النفس البشرية كثير من الدوافع التي قد تؤدي إلى التعادي والتقاتل وان التنازع بين الاحياء غريزة من غرائز الكائنات الحية وبهذا التنازع والتعادي والاقتتال دوافع فيها السيطرة، الانتقام، الاستحواذ، الطمع، التوسع، أو غير ذلك من الدوافع وقد بين الله سبحانه وتعالى ان القتال ليس مقصوداً لذاته بل لما يترتب عليه من عزة للإسلام والمسلمين، وإذا تم ذلك فقد كفى الله المؤمنين القتال قال سبحانه وتعالى : ((وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)).

الاسلام لا يدعو إلى الحرب ولا يريد للمسلم ان يتمناها اصلاً ولكنها ان وقعت كان المسلم رجلها وسيدها، ان الاسلام لغى كل سبب ظالم من اسباب الحروب كالعنصرية والاستعلاء والكبر والاستغلال والعدوانية، وحرم كل الحروب التي تقوم على مبدأ البطش والظلم واستغلال الاخرين ووضع في فم الحروب لجاماً من الرحمة والاخلاق السامية، لم يشرع القرآن الكريم الحرب الا لحماية الدعوة أو الدفاع عن النفس ودفع الاعتداء عن البلاد بدليل قوله تعالى ((وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ)) ((قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ)) ((وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا)) وقوله تعالى ((فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً)) فهذه الآيات تحدد سبب الحرب في الاسلام فتحلها للمسلمين عند الاعتداء عليهم، وهي كذلك تضع الوقت الذي يجب ان يركن فيه المسلمون إلى السلم ويكون ذلك بتحقيق الغاية من القتال برفع الظلم ورد الاعتداء.ان الاسلام رفض اسباب الحروب الظالمة وان مبررات واسباب الحرب في الاسلام وهو ما يعرف في ابواب الفقه بأسم (قتال الصائل أو دفع الصائل) وهذه الحروب مشروعة بكل الاعراف وهذه الحرب ليست هي التي يشنها المسلمون انما يزج المسلمون قسراً في أتونها، فما يكون لهم الا الدفاع عن انفسهم واعراضهم واموالهم اما الثانية هدفها نشر الدين ومبادئه وقيمه وهذه الصورة الايجابية هي ما يطلق عليها العلماء بأسم (الجهاد) وهو كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (ذروة سنام الاسلام) وهو اهم ما يستثير المسلمين عندما يعلنه حاكمهم الاعلى ولذا يخاف الغربيون من ظهور فكرة الجهاد في اوساط المسلمين).الدفاع الشرعي عن النفس حق فطري اعترفت به كافة القوانين في مختلف العصور.

 

 


مشاهدات 45
الكاتب جاسم هاشم محسن
أضيف 2024/09/16 - 11:00 PM
آخر تحديث 2024/09/17 - 1:13 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 255 الشهر 6816 الكلي 9995438
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/9/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير