دوام الجامعات وظلم التوقيتات

سعد جهاد عجاج

للسنة الثانية على التوالي يقع طلبة الجامعات والاساتذة تحت ظلم التوقيتات الخاصة بالدوام في حين كان يجب ان يكونوا اكثر من يتم انصافهم. لو نظرنا الى التوقيتات لوجدنا قصور في فهم طبيعة وخصوصية الجو الاكاديمي ويبدو ذلك جليا حين يتم تحديد دوام الطلبة ومعهم الاساتذة في الساعة العاشرة صباحا والى الرابعة عصرا. هنا لا بد من القول ان المشرع فاته الالتفات الى طبيعة وتفاصيل وجزئيات الجو الاكاديمي والدراسي. ربما يعلم او لا يعلم ان جل او نصف الطلبة يعيلون عوائلهم وهم بطبيعة الحال يعملون بعد نهاية الدوام لسد حاجتهم وحاجة عوائلهم وتكاليف دراستهم كما كنا نفعل من قبلهم اما الان فقد تم قطع الطريق عليهم. فضلا عن ذلك فان بداية ونهاية الدوام بهذا الشكل يسبب ارباك واحراج للطلبة وعوائلهم خصوصا طلبة المرحلة الاولى خصوصا الاناث فمن غير المعقول ان تخرج صباحا وتعود ليلا اذا ما علمنا ان كثيرا منهم تسكن في مناطق نائية واطراف وارياف ناهيك عن قطوعات وزحامات الطريق. نسي المشرع ان الطالب مطلوب منه قراءة وواجبات وامتحانات وتكليفات وبحوث فكيف ينجزها وهو منهك. كذلك فات على المشرع ان الاستاذ الجامعي لا ينتهي دوامه حين العودة الى البيت بل سيبدا حيث انتهى لانه مطالب باعداد مادة علمية ومتابعة الواجبات وتصحيح اوراق وكتابة بحوث ومشاركة في مؤتمرات وندوات وورش وقراءة وتقييم رسائل واطاريح وعمل اللجان ناهيك عن الالتزامات العائلية والاجتماعية وكل هذا لا يتم انجازه الا من خلال الاسترخاء والعودة للبيت بوقت مناسب حسب التوقيتات السابقة. لم يسلم من هذا حتى اصحاب خطوط النقل فقد تذمر الكثير منهم لان التوقيت الجديد فرض قيودا اضافية عليهم. الجو الاكاديمي يختلف عن جو الدوائر الاخرى فهو ليس وظيفة وانما رسالة تربوية ولا بد ان تاخذ جوها المطلوب لتحقق اهدافها ولابد من الاستماع الى مطالب ومعاناة الاساتذة والطلبة ومعرفة ما ينفعهم وما يضرهم لا ان يتم التعامل معهم كبقية الوزارات التي ينتهي عمل الموظف فيها حال خروجه من الدائرة. نتمنى على اصحاب القرار اخذ التحفظات بنظر الاعتبار واعادة دوام الجامعات والكليات والاساتذة والطلبة الى سابق عهدها الساعة الثامنة صباحا لنحفظ لمكة هيبتها.