الأهمية الإقتصادية لأهوار جنوب العراق

افراح رحيم علي

تعد منطقة الاهوار الجنوبية في العراق من أكثر أقاليم المنطقة ثراء، فرغم التخلف والإهمال المتعمد لهذه المنطقة، ثقافياً، وصناعياً، اجتماعياً، فان أكواخ هذه المنطقة تشيد فوق بحيرات النفط الغنية جداً, هذا إضافة إلى الغاز الطبيعي الذي تزخر به هذه المنطقة. وتفيد المعلومات المؤكدة إن منطقة الاهوار الجنوبية تضم أهم احتياطي للبترول، والغاز، في العراق كله  

أما الثروة الزراعية التي تمتاز بها المنطقة الجنوبية خصوصاً أهوار الجنوب ، والمنطقة المحيطة بها، فهي التمور، حيث يشتهر العراق بهذا المحصول وجودته، ويزرع في البصرة، وحدها حوالي العشرين مليون نخلة، إلا إن هذا العدد تناقص منذ الثمانينات إلى أقل من النصف بسبب الحروب، وسياسة تجفيف الاهوار في الجنوب، وسياسة التصحير المتعمدة، والسياسة الزراعية المدمرة للزراعة في البلاد. وتوجد في الجنوب وعلى حافات الأنهار، أفضل أنواع النخيل في العالم، خصوصاً في البصرة والناصرية ولعدة سنوات كان التمر العراقي يغزو الأسواق العالمية في أوربا، وغيرها وكانت الهند، وباكستان وبلدان افريقية تستهلك كميات كبيرة من هذا الإنتاج كل عام، خصوصاً في الخمسينات والستينات كما تعد هذه المنطقة من أخصب الاراضي في العراق فضلاً عن توفر المياه , وصلاحية المناخ لزراعة القمح، والرز، والشعير، والذرة البيضاء، والبطيخ الأحمر، والطماطة، والباقلاء، وغيرها. أما الثروة الحيوانية: الجاموس، والبقر، والأغنام، تعتبر الاهوار البيئة الطبيعة لعيش الجاموس الذي لا يتيسر له العيش في غير هذه المنطقة، حتى إن المنطقة في الثمانينات كانت تضم عشرات الآلاف من هذه الثروة في منطقة الاهوار،كما كانت الاهوار الجنوبية مأوى للملايين من الأسماك التي تتكاثر أيام الربيع، وتزداد إعدادها بشكل مثير في هذا الفصل، وتضم أفضل الأنواع في المنطقة والعالم . وتحتل الطيور موقعاً متقدماً في ثروة الاهوار حيث تعد غابات الاهوار من القصب، والبردي من أهم المناطق لتكاثر الطيور وسكانها، وهجرتها من مناطق العالم المختلفة كالمناطق الباردة مثل سيبريا ، وشمال أوربا خصوصاً في أيام الربيع والصيف، وتضم الطيور في أهوار العراق أهم الفصائل من هذه الثروة العظيمة، التي فتك بها النظام العراقي، أو بددها في الأرض بعد عمليات التدمير المتعمد للاهوار الجنوبية التي كانت مأوى عالمي للطيور . وإضافةً إلى ما تقدم فإن أهوار الجنوب تحتوي على ثروة البردي والجولان، وورق القصب، وسيقانه قبل جفافها، كما تعتبر هذه المواد عجينه صالحة لصناعة ورق الكتابة، وما يتعلق بها من صناعات، حيث تعتمد عليها صناعة الورق في البلاد، كما تعتمد صناعة السكر في العمارة على غابات قصب السكر في العمارة وغيرها من مدن الجنوب .

 ان الاهوار تمثل الانموذج البيئي الذي يتميز بانتشار واسع للأسماك النهرية و محطات الطيور المهاجرة  بين القطب الشمالي و خط -الاستواء بأنواعها المختلفة من الحيوانات اللافقرية التي تتغذى عليها الاسماك و الطيور مع تواجد واسع للجزيئات النباتية و الطحالب المائية و الفطريات كغذاء الى الحيوانات اللافقرية ,  وان المعادن و المركبات المذابة فيه تمثل التغذية الاساسية وفي هذا الانموذج البيئي. يتواجد ايضا انتشار واسع لنباتات الحنطة والشعير والاعشاب وسط تفرعات الانهار بالإضافة الى الابقار والجاموس الذي انتشر في تلك المناطق الرطبة مع تواجد واسع لنباتات القصب و البردي في الهور مع بساط اصفر او احمر -فوق المياه وقت التزهير. ان هذا التنوع الغذائي يمثل سلة الغذاء لسكنة الاهوار و المناطق المحيطة و ان الحفاظ على نموذجها البيئي يحافظ على الطيور المهاجرة من اجبارها على تغيير مسارها الذي قد يساهم في انقراضها.

قشرة الارض

نشأت في تلك التجمعات فعاليات يمكن اعتبارها اولى محاولات الانسان القديم في صناعات هيدروكربونية -باستخدام الاسفلت الذي يحصل عليه من النضوحات المستخرجة شرق هذه الاهوار و التي نضحت من خلال فوالق و تكسرات قشرة الارض في امتدادات سلسلة جبال زاكروس شرقي محافظة ميسان. تظهر هذه الاستخدامات في تبطين القوارب )المشحوف( لضمان عدم دخول الماء الى القارب وتبليط -الطرق في حضارات سومر وبابل ومنها شارع الموكب  و لصق طابوق جدران البناء وصناعة سلاح-المكوار الذي استعمله جيش لكش حسب القطعة الاثرية المكتشفة في مدينة لكش التاريخية والذي يحتوي كتلة اسفلت في  رأس العصا و الذي استمر استخدامه الى الوقت الحاضر . كما تمثل الاهوار مناطق سياحية بمناظرها الخلابة ومكاناتها المناسبة للصيد والنزهة بالقوارب وسط المياه .

المصادر

• الخياط , جغرافية اهوار ومستنقعات جنوبي العراق

• عباس عبد الحسين خضير, المحميات الطبيعية واثرها في حماية التنوع الاحيائي في منطقة الاهوار

• حيدر شامان الصافي, تاريخ الأهوار 

• العامري , تسجيل اهوار جنوب العراق محمية طبيعية في قائمة التراث العالمي للحفاظ على الثقافات الانسانية والتوازن البيئي العالمي , ص3504