فاتح عبد السلام
المرشح الرئاسي ترامب، ينزل بقوة الى المعترك الانتخابي من خلال ورقة السياسة الاستراتيجية الخارجية، وتتصدرها العلاقة مع ايران. انه يؤكد في مقابلته مع « فوكس نيوز» انه لا يسعى لعداء ايران لكنه لن يسمح لها بامتلاك السلاح النووي لأنّ وجود هذا السلاح يعني تدمير إسرائيل. ترامب في «لحظته» الانتخابية لا يمكن التعويل على المسار الحقيقي لتوجهاته بعد متغيرات دولية عدة لم تكن موجودة حين كان في البيت الأبيض.
غير انّ ترامب لايزال كما في كل مناسبة يعيد الكلام عن تبعية العراق لإيران بعد» تحريره» من صدام حسين. ويقول أمريكا اسقطت عدو ايران صدام حسين، ليتحول العراق الى تابع الى ايران.
هذا الكلام في الميزان السياسي يعبر في ظاهره عن الاعتراف بفشل مرحلة أمريكية واسعة تمتد لعقدين من الزمن، لكنه كان كلاما دعائيا في الوقت ذاته لأنّ العلاقات الامريكية العراقية بعد معاهدة الاتفاقية الاستراتيجية تضع النقاط على الحروف، لكن لا يجد العراقيون اثراً على الواقع لهذه الاتفاقية ذات الحزمة الواسعة من التنويع الأمني، والاقتصادي، والتجاري والتنموي. هل يمكن ان نعزو أسباب هذا التلكؤ او الإخفاق الى رأي ترامب في انّ العراق تابع لإيران، ومن ثمّ يكون هناك “عقدة” في المنشار مادامت الخصومة قائمة بين واشنطن وطهران.
من دون شك، لا يرغب الحكم الإيراني في عودة ترامب الى البيت الأبيض، لأن ترامب له قرارات مفاجئة قد تصدر عنه ضد طهران في اية لحظة من دون مقدمات، لاسيما بشأن العقوبات التي يفخر بأنه كان الحامي الحقيقي لتطبيقها، وكذلك في ملف « اغتيالات” محتمل التجدد، كما كانت تلك الضربة المدوية سياسياً ونفسياً وأمنياً حين جرى قتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ومساعديه في بغداد مطلع العام2020
لكنّ حكام ايران قد يواجهون «تشددا» غير معهود من الديمقراطيين انفسهم في حال تجديد رئاستهم، اذا أوغلوا في التدخل في ملفات الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، او اذا صعدوا درجة أعلى في دعم حزب الله اللبناني الذي يشهد مناوشات حدودية مع الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع معركة غزة. لذلك ستضع طهران قضية الرد على اغتيال إسماعيل هنية في اجندة قياس توجهات العلاقات والاشارات والهواجس المباشرة وغير المباشرة مع الإدارة الامريكية الحالية او المقبلة.
انّ ترامب يضع نفسه في سياق «الثلاثي المتكرر»، أمريكا وايران والعراق، مع تجديده الإشارة دوماً الى صدام حسين.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية