الملا القصاب كاتب أجمل أغاني سعدي الحلي

قصائد وأبوذيات ملأت الساحة الغنائية وشغلت المطربين والناس

بابـل - كاظــم بهَـيّـــة

الحلة الفيحاء.. المدينة التاريخية الغافية على كتف الفرات،من المدن الحافلة بالنشاط الفني والأدبي منذ منتصف الخمسينات، حفلت وأنجبت الكثير  من الشعراء الشعبيين، واليوم نستذكر واحدا من شعرائها المبدعين، صاحب الباع الطويل والاكثر شهرة في مجال التأليف الغنائي،هو الشاعر الشعبي الكبير الملا محمد علي القصاب الحلي(1935 محلية المهدية - الحلة) الشاعر الذي كتب اجمل أبوذياته وموالاته وبستاته الغنائية  والشائعة على السنة العامة،من خلال اشرطة الكاسيت والمعروفة بالجلسات الغنائية الشعبية، للمطرب الراحل سعدي الحلي، منها : تناشدني عليك الناس - ياحلو الاوصاف - حبيبي امك - سائق السيارة -  حبيبي اشلون اعيفه - امنت عندك امانه - سبع تيام - خذني يسريع وياك للبصرة - انه اريديك دوم تدلل - ماطول الحسد موجود- ياعيني عاين ارگاب - حبيبي اشلون اعيفه - انا وحيد - وين نروح من العالم – ابتلينا -  احب من يگعد كبالي – ابو خدود المري – الهوى بالراس - هللة هللة وشچاني- حبك من جهنم نار- يحاچي الناس – يسمر يمملوح- صدگ زعلك لو دلال –بوسة من وجنتك - ماشافت عيوني..والكثير الكثير من الأغاني ليس لنا المجال لذكرها .  

وللشاعر القصاب الدور المهم في دعم تجربة المطربين والذين وجدهم يستمعون ويغنون أغانيه امثال : سعدي الحلي وجعفوري محمد وعبد الله النجفي ومحسن الكوفي وزكي شنين  وعبد الزهرة الفراتي وبلاسم لطيف، ومهدي الحلي  ولم يقتصر على كتابة اغانيهم فقط،بل كان مطربا بارعا يتمتع بصوت شجي وأداء مختلف عما سبقه من مطربين  وملحنا رائعا لأغلب ما يكتبه، حيث يقوم بتلحينها بنفسه،مما جعله يستعين بالحان معروفة يخضعها لمضامين جديدة من افكاره، فاعجب الجمهور الحلي بالحانه وغنائه كل الإعجاب، ولديه أشرطة مسجلة واقراص في محلات التسجيلات الصوتية وفي اليوتيوب والسوشيل ميديا، فهو اول من  ادى طور الحلي وما يسمى الان بـ(الحسيني)، حيث جمعتني جلسه معه وبحضور ثلة من الشعراء في دار الشاعر الراحل كاظم الرويعي وبالضبط في شتاء 1993، فدار حديث عن الغناء والقصائد المغناة والطور الذي اداه المطرب سعدي الحلي والذي اشتهر به، هو الطور(الحلي) أي مايسمى  بالملائي،فأكد لنا المله القصاب قائلا :  (ان طور سعدي  الحلي في الغناء هو طوري وادائه ادائي) واستمر بالحديث عن كيف التقاه قائلا (في احد الايام دعيت  لحفل غنائي (الكيف) كما يسمى في تلك الفترة في دار الحاج هداوي الواقع في محلة المهدية، وجدت سعدي الحلي يغني فيه بمولات مصرية فقط، وحين اتى دوري للغناء واديت بعض الابوذيات والاغاني انبهر بصوتي وتقرب مني وتأثر بأدائي والطور (الملائي) أي الحسيني، الذي اديته آنذاك، من تلك الفترة بدأ سعدي بمشواره الغنائي الطويل ولموهبته ولذكائه احترف الغناء من خلال تسجيل الجلسات الخاصة من خلال تسجيلات ابو عامر في الحلة،و بحضوري وحضور الصديق عباس منسي من كربلاء، حتى تألق نجمه من خلال تلك الحفلات الخاصة). وهذا هو عين الصواب،فكل محبي الشعر والغناء في مدينة الحلة، تشهد ذلك فقد ساهم في احياء جميع الحفلات الفنية للمطرب سعدي الحلي في مرحلة الستينات.

الادب الشعبي

و (القصاب) شاعر شعبي مشهور بكتابة فنون الأدب الشعبي كافة، له ديوان مخطوط تحت اليد اسماه (آهات الغرام) يضم جميع قصائده الوجدانية،وهي من نمط خاص متطور بشفافيته وحسن الاختيار للمفردة الشعرية الجميلة الغير المستهلكة في القصيدة الكلاسيكية، التي تميز بها دون زملائه ومعاصريه من الشعراء الحلة خاص.فمفرداته تحمل عطر الفرات وتفيض بالإحساس المرهف بوصف جمال الحبيب،كما ظهر جليا في الابوذيات التي اجادت بها قريحته، عندما تقرأ قصائده تجد فيها عواطفه النبيلة الذي اختلجت في صدره ونبعت منه بصدق احساس لما حوله من وجود الحسد للحبيبة وحرمانه منها، فالشاعر مرآة بيئته، ينصح ويوجه من خلال شعره في تجربته الحياتية التي خاضها و يخوضها مع عامة الناس، كما تجلى في كتاباته لفن الزهيريات أي (الموالات).

والملا محمد علي، ابدع في كل فنون ادبنا الشعبي،فله الكثير منها في كتاباته الجميلة،تستحق الذكر والتقدير في النص الغنائي والشعري والزهيري (الموال) والدارمي فضلا عن كتاباته في فن الابوذية التي اسهم فيها واجاد وبرع بكل بيت كتبه، والتي ملئت الساحة الغنائية  وشغلت المطربين والناس من محبي شعره،لكونها تتسم بالغزل الرقيق والعاطفة والمشاعر الجياشة،التي يترجمها اتجاه الحبيب الذي ابكاه فترة من الزمن، حتى توفاه الله في اواخر عام 2004، دون زواج ودون ذرية تحمل اسمه سوى قصائده الغنائية الجميلة وحكاياته واشعاره، التي  يتداولها الناس من جيلا الى جيل، وخاصة اغنية الشهيرة (حبيبي امك) التي اداها المطرب الكبير سعد  الحلي :

حبيبي  امك

متقبل  من  احاچيك

روحي  امعلگه  بيك

وامي  امفرعه  تدعي

 يبني  يهديك

 روحي  امعلگه  بيك