متطوّعو فرقة الملا عثمان يحيون تراث الموصل

الموصل - هدير الجبوري

لوأعدنا قراءة تراث مدينة الموصل عبر مئات السنين  لرأينا انها قدمت عبر تاريخها الطويل عشرات الفنانين في مختلف صنوف الفن مثل الموسيقى والغناء والعزف والتلحين والفن التشكيلي والنحت وغيرها الكثير من الفنون وقد امتلأت صفحات هذا التأريخ لهذه المدينة التي حفرت اسمها كمدينة جالبة للثقافة والفن وراعية للفنانين وخلدت اسماء كثيرة  منذ العصور القديمة حيث برز اسم اسحق الموصلي وزرياب  ثم ياتي معهم من هو مثال العظمة الموسيقية والفنية والذي خلدت كتب التاريخ اسمه ببهاء ورفعة ذلك هو الملا عثمان الموصلي  الذي طاف باللحن الموصلي في معظم البقاع معرفا بفن الموصل ومنزلته ومكانته  بين اهله الاصلاء وما قدمه من الحان وتنزيلات ظلت خالدة الى يومنا الحاضر وبطابعها الموصلي المتميز والاصيل.

ولابد لنا من ذكر فنانين اكملوا عطاء الفن الموصلي في عصرنا الراهن والسابق فنجد امامنا اسماء كبيرة لونت وطرزت تراث الموصل بالجمالية والابداع وهم  الفنان الملحن زكي ابراهيم والفنان محمد حسين مرعي التي ما زالت اغنتيه الرائعة والذائعة الصيت (ياعين موليتين)  تُسمع وتُطلب وتستسيغها الاذن لحد الان. وأكمل هذه المسيرة الان مطربون آخرون كانوا امتدادا لما تم ذكره وهم  عامر يونس ومحمد زكي ورامز الراوي، وغيرهم الكثير من الموسيقيين البارزين الذين ما زالوا يرافقون المطربين الموصليين في رحلة الابداع الغنائي الفني.

وقد تم مؤخرا اعادة تشكيل  فرقة موسيقية غنائية في الموصل سبق واطلق عليها أسم الملا عثمان الموصلي تيمناً بهذا الموسيقار الكبير وتضم مجموعة من الشباب وبعض العناصر النسوية المميزة وقد تم ضمها للفرقة لتشارك بالغناء معها وقد التقينا بالفنان الموسيقار نبيل حسون رئيس الفرقة  وقال  في معرض حديثه لـ(الزمان)، ان (الفرقة تُجري حاليا  البروفات والتمرينات الموسيقية والغنائية اللازمة التي تقوم بها وتم اختيار قاعة مركز يوسف ذنون للدراسات والابحاث  التاريخية والفنية في منطقة حي الاندلس بالموصل  مكانا لها لاجراء التمرينات والبروفات التي تسبق اقامة الحفلات عادة وقد وجدوا في المركزالكثير من الترحيب بالفرقة وقدم لهم مدير المركز اسامة يوسف ذنون الكثير من التسهيلات والتعاون معهم خدمة للفن والثقافة في الموصل وتم العمل واجراء البروفات بحضور عدد من الموسيقيين من اصحاب الخبرة والعطاء المتميز والمتجدد). واضاف مدير الفرقة والعضو البارز فيها عامر يونس ان (الفرقة تضم عدد من الموسيقيين من الموصل واربيل ودهوك الذين جاءوا  ليشاركوا في فرقة  الملا عثمان الموصلي وكان ذلك بشكل طوعي الغاية منه احياء التراث الموصلي وكل ماقدموه من بذل العطاء كان دعما لهذه الفرقة الفنية التي تستعيد تراث الموصل الغنائي وتحمل اسم رائد الفن الموصلي الملا عثمان الموصلي وتقوم باداء الاغاني والموشحات والتنزيلات الخاصة به وبجهود ذاتية) واستدرك القول انه (قريبا ستقوم الفرقة  باقامة حفل يليق بهذا الاسم وبمدينة الموصل).

وقال مدير اعلام مركز يوسف ذنون (رافع السراج) ان (الفرقة تمتلك  ادارة قادرة وجديرة بقيادتها متمثلة بالفنانين نبيل حسون  وعامر يونس الذي يعد اليوم مطرب الموصل الاول والذي قدم الاغنية الموصلية بجمالية عذوبتها  وروعة الحانها ورقـي كلماتها وذلك من على مسارح القاهـــــــــــرة وتونــــــــــس وتركيا وجعـل لها سوقا رائجة في بورصة الغناء العربي وصار لها جمهورا عربيا واجنبيا ومستمعا جيدا لالحانها ومفرداتها وقد عرف عامر يونس كيف يقدمها بطريقة تجعلها محببة ومسموعة وتستسيغها الاذن الموسيقية حيث هذبها بصوته الرخيم وبمصاحبة الفرقة الموسيقية التي تضم عازفين يجيدون  العزف ويمتلكون ثقافة موسيقية تمكنهم من قراءة النوتة الموسيقية التي هي اساس ضبط اللحن والعزف الموسيقي بقيادة المايسترو نبيل حسون والــــــــــذي يمتلك ملكة موسيقية متميزة  وشارك في بروفات هذه الفرقة ) مضيفا( ان الفرقة تضم شباب يمتلكون طاقات ابداعية صوتية لكنهم يحتاجون  لرعاية وتوجيه قد تولاها القائمين على الفرقة  في صقل  ابداع هذه الوجوه الشابة  وتوجيه عطاؤها نحو الوجهة الصحيحة واستغلال هذه المواهب لايجاد وجوه جديدة  في الفن الغنائي الموصلي.

وتتكون  فرقة الملا عثمان الموصلي  من : نبيل حسون رئيس الفرقة، عامر يونس مدير الفرقة ،فخري حميد عبد الرحمن وشيرزاد احمد  وزياد ذنون عازفين للكمان، اورهان مؤيد عازف ناي، محمد اسماعيل ومصطفى نبيل عازفا عود ،نزار عبدالله وعمر فارس عازف ايقاع والمنشدين :انتصار طارق ودينا حسام وعامـــــر جبار وعمر عبد العزيز  وعمـر زهير منشد.