وماذا عن يحيى بن أكثم ؟
حسين الصدر
-1-
يحيى بن أكثم شخصية مثيرة للدجل ، وقد كُتب عنه الكثير .
والتاريخ لا يرحم ،
لقد جاء في التاريخ :
انه كان يحسد حسداً شديداً ، والحسد من أكبر الكبائر وأكثرها كشفا عن العقد النفسية ،
وكان اذا نظر الى رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث ، وكأنّه يتعمد جَرّ الرجل للوقوع في الفخّ ،
واذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو ، والغرض معلوم .. وهو إظهار فَشَلِهِ وعجزه عن الجواب .
فاذا رآه عارفاً بالنحو سأله عن الكلام ليقطعه ويخجله ،
وكل ذلك يُريدُ مِنْ ورائه إلاّ اظهار احاطته بالعلوم والفنون والتفوق على الاخرين .
-2-
ليس من آداب الضيافة إحراج الضيوف ولا من اللياقة استدراجهم للوقوع في المطبات..!!
-3 –
وما صنعه يحيى بن أكثم قبل عدة قرون يحاول بعض الخبثاء استخدامه اليوم على مَنْ يُريدون بهم الوقيعة، في منحى شائن لا يليق بذوي المروءة والنبل ..
-4-
قالوا :
وقد دخل عليه رجل ذكيّ من أهل خراسان حافظ فَنَاظَرَهُ فرآه مُتْقِنا فقال له :
نظرتَ في الحديث ؟
قال :
نعم
فما تحفظ من الأصول ؟
قال :
احفظ عن شريك عن أبي إسحاق عن الحارث أنَّ عليّاُ رجم لوطيا .
فامسك يحيى بن أكثم فلم يكلمه بشيء .
أقول :
كان يحيى متهما بحب الغلمان وباللواط .
وفي الأمثال :
على نفسها تجني براقش
ولو لم يكن يحيى بن أكثم يتعمد احراج قاصديه والوافدين عليه لما قرعت سمعه أمثال تلك الكلمات التي تعرّض به
قال الرياشي في هجاء يحيى بن أكثم :
قاضٍ يرى الحد في الزناء ولا
يرى على مَنْ يلُوط من باسِ
-6-
انّ النأي بالنفس عن تعمد إحراج الاخرين مسلك محمود ، والاّ فان المكر السيء لا يحيق الاّ بأهله
وهنا يكمن الدرس البليغ .