الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زيارة إلى أم النعمان

بواسطة azzaman

زيارة إلى أم النعمان

عكاب سالم الطاهر

 

كانت السيارة تطوي المسافات الطويلة، مغادرة مدينة بغداد نحو ريف الوسط العراقي العزيز. في ذلك الصباح الحزيراني، كنت اشعر اننا في موعد مع الشمس التي قدمت من الشرق. في ذلك الزمان والمكان، كانت الذاكرة تعود بي الى الليلة التي سبقت صباح السفر.

ماذا قال جرير؟

ليلتها عكفت على قراءة بعض المصادر التاريخية. وحفظت الذاكرة المعلومة التالية، كخلاصة لما حصلت عليه من هذه المصادر:

(.. اما تسميتها كذلك، فهي تعني الارض المستوية. ويرد ذكرها في المصادر الموثوقة بأنها بئر ماء. وتوجد بليدة اخرى تحمل ذات الاسم تقع بين الكوفة والشام. وكانت ام النعمان (الحاكم العربي الذي عاصر الاكاسرة)، قد سميت بها. فكان اسمها: ماء. فسمتها العرب: ماء السماء. ويقول بعض المؤرخين ان (السماوة) بئر ماء لكلب..).

وقال جرير:

صبحت عمان الخيل رهواً كأنها

قطا هاج من فوق السماوة ناهل

قلي بك بن سليمان

وتضيف المصادر: وعندما قسم السلطان العثماني سليمان القانوني (أيالة) بغداد الى ( 18) لواء، كانت السماوة احدهم. وقد عين الوالي لهذا اللواء حاكماً اسمه: (قلي بك بن سليمان بك بن مير سيدي علي).

اطفأت شمعة التذكر، واغلقت بوابة (المصادر التاريخية) فيما كانت السيارة تشق طريقها داخل مدينة السماوة.

وحين كنا نتجول داخلها، كانت مشاعر الاعتزاز بهذه المدينة: ماضياً وحاضراً تفرض نفسها.

واعتز بشخصيات (سماوية) عديدة، وفي مختلف حقول العطاء والابداع، منها على سبيل المثال لا الحصر: الشاعر ناظم السماوي- الصحفي صاحب السماوي- الدكتور داخل حسن جريو-- الصحفي عبد الرضا النجم- الشاعر والكاتب يحيى السماوي. على سبيل

المثال لا الحصر

وترددت كثيراً على مدينة السماوة، وفي كل ذهاب وعودة، تزداد الحصيلة وتتنوع.

عرب عكاب يستقبلنا

سجل ذكرياتي مع مدينة السماوة، متعدد الصفحات لكني اقرأ ما دونته في هذه الصفحة:

في نهاية نيسان من عام 1959 قررت مدرستنا (متوسطة سوق الشيوخ) القيام بسفرة طلابية الى مدن: السماوة- الديوانية- الحلة. كنت حينها في الصف الثالث المتوسط. وقد اشتركت في هذه السفرة.

وكان المشرف على السفرة، مدرس اللغة الانكليزية بالمتوسطة (صاحب جواد) وهو من اهالي واسط. وعلى مشارف مدينة السماوة، كان في استقبالنا وفد من (اتحاد الطلبة العراقي العام)، تصدره رئيس الاتحاد الطلابي في السماوة الطالب (عرب عكاب).

صحبنا عرب الى مدينته حيث امضينا ليلتنا فيها. صباحاً زرنا معمل سمنت السماوة. وبعد ظهر اليوم التالي غادرنا الى مدينة الديوانية.

كان عرب طالباً يسارياً، لم اره بعد ذلك اليوم.

ولكن وصلتني معلومات مؤخراً بان عرب عكاب التحق عام 1967 بالكفاح المسلح في اهوار جنوب العراق. وانه قتل هناك ..

ولا ادري مدى صحة هذه المعلومات. واتمنى ان لا تكون صحيحة وتتعدد الصفحات في سجل علاقتي بمدينة السماوة.

نحو الديوانية والحلة

ظهر اليوم التالي ، وبعد أن أكملنا

تجوالنا ، غادرنا إلى الد يوانية. وعلى

مشارفها تناولنا الغداء. لنصل عصرا

إلى الحلة. ويكون مبيتنا فيها.

كنا في ضيافة اتحاد الطلبة العراقي،

وبعض الهيئات التعليمية.

صباح يومنا التالي في الحلة ، انطلقت مظاهرات ضخمة احتفالا

بعيد الاول من أيار .

لقد احتفل العراق رسمياً وشعبياً ، لأول مرة

بهذا العيد العمالي العالمي.


مشاهدات 150
الكاتب عكاب سالم الطاهر
أضيف 2024/08/27 - 4:42 PM
آخر تحديث 2024/08/31 - 8:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 63 الشهر 63 الكلي 9988685
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير